اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 188
علي بن الحسين عليهالسلام[١] قال : «جمع الحسين أصحابه بعدما رجع
عمر بن سعد ، وذلك عند قرب المساء».
قال علي بن الحسين عليهالسلام : «فدنوت منه لأسمع
وأنا مريض ، فسمعت أبي وهو يقول لأصحابه : أثني على الله تبارك وتعالى أحسن الثناء
، وأحمده على السرّاء والضرّاء. اللّهمّ إنّي أحمدك على أن أكرمتنا بالنبوّة ، وعلّمتنا
القرآن ، وفقّهتنا في الدين ، وجعلت لنا أسماعاً وأبصاراً وأفئدة ، ولم تجعلنا من
المشركين. أمّا بعد ، فإنّي لا أعلم أصحاباً أولى ولا خيراً من أصحابي ، ولا أهل
بيت أبرّ ولا أوصل من أهل بيتي ، فجزاكم الله عنّي جميعاً خيراً ، ألا وإنّي أظنّ
يومنا من هؤلاء الأعداء غداً ، ألا وإنّي قد رأيت لكم ، فانطلقوا جميعاً في حلٍّ
ليس عليكم منّي ذمام ؛ هذا الليل قد غشيكم فاتّخذوه جملاً ، ثمّ ليأخذ كلّ رجل
منكم بيد رجل من أهل بيتي وتفرّقوا في سوادكم ومدائنكم حتّى يفرّج الله ؛ فإنّ
القوم إنّما يطلبوني ، ولو قد أصابوني لهوا عن طلب غيري.
فقال له إخوته وأبناؤه ، وبنو أخيه
وابنا عبد الله بن جعفر : لِمَ نفعل؟! لنبقى بعدك! لا أرانا الله ذلك أبداً. بدأهم
بهذا القول العباس بن علي.
وقام مسلم بن عوسجة الأسدي فقال : أنحن
نخلِّي عنك ولمّا نعذر إلى الله في أداء حقّك؟! أما والله حتّى أكسر في صدورهم
رمحي ، وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي ولا أفارقك ، ولو لم يكن معي سلاح
اُقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة دونك حتّى أموت معك.
وقال سعيد بن عبد الله الحنفي : والله
لا نخليك حتّى يعلم الله أنا حفظنا غيبة رسول الله صلىاللهعليهوآله
فيك. والله لو علمت أنّي اُقتل ثمّ اُحيا ثمّ اُحرق حياً ثمّ اُذرّ ، يُفعل ذلك بي
سبعين
الحسين : «نُبعث نحن
وشيعتنا كهاتين» ، وأشار بالسبابة والوسطى. وقال إبراهيم بن عرعرة ، عن سفيان : كان
مختارياً ، وأن لا يحدّث عنه. قال : وكان عبد الرحمن بن مهدى قد ترك الحديث عنه.
[١] قال الطبري في
ذيل المذيل : وشهد علي بن الحسين الأصغر وهو ابن ثلاث وعشرين سنة ، وكان مريضاً
نائماً على فراش.
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 188