اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 169
علي ومَنْ قبله من
بني هاشم. أمّا بعد ، فإنّ مَنْ لحق بي استشهد ، ومَنْ لم يلحق بي لم يدرك الفتح ،
والسّلام» [١].
قال أبو مخنف : حدّثني الحارث بن كعب
الوالبي ، عن عقبة بن سمعان قال : لمّا خرج الحسين من مكّة اعترضته رسل عمرو بن
سعيد بن العاص ، عليهم يحيى بن سعيد ، فقالوا له : انصرف أين تذهب؟ فأبى عليهم
ومضى ، وتدافع الفريقان ، فاضطربوا بالسياط ، ثمّ إنّ الحسين وأصحابه امتنعوا منهم
امتناعاً قوياً ، ومضى الحسين عليهالسلام
على وجهِِهِ ، فنادوه : يا حسين ، ألا تتقي الله؟! تخرج من الجماعة وتفرّق بين هذه
الأمّة؟ فتأوَّل حسين قول الله عزّ وجلّ : (وإِنْ كَذَّبُوكَ
فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ
وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُون
َ) يونس / ٤١ [٢].
روى الطبري ، قال هشام ، عن عوانة بن
الحكم ، عن لَبَطَة بن الفرزدق بن غالب ، عن أبيه قال : حججت بأمّي ، فأنا أسوق
بعيرها حين دخلت الحرم في أيام الحجّ وذلك في سنة ستين إذ لقيت الحسين بن علي عليهالسلام خارجاً من مكّة معه
أسيافه وأتراسه [٣]
، فقلت : لمَنْ هذا القطار؟ فقيل : للحسين بن علي عليهالسلام.
فأتيته فقلت : بأبي واُمّي يابن رسول الله! ما أعجلك عن الحج؟ فقال : «لو لم أعجل
لأُخذت» [٤].
[٢] قال أبو مخنف
بعد هذه الرواية : ثمّ إنّ الحسين عليهالسلام
أقبل حتّى مرّ بالتنعيم ، فلقى بها عيراً قد أُقبل بها من اليمن بعث بها بحير بن
ريسان الحميري إلى يزيد بن معاوية ، وكان عامله على اليمن ، وعلى العير الورس
والحلل ينطلق بها إلى يزيد ، فأخذها الحسين عليهالسلام
، فانطلق [بها ، ثمَّ] قال لأصحاب الإبل : «لا أكرهكم ، مَنْ أحبّ أن يمضي معنا
إلى العراق أوفينا كراءه وأحسنّا صحبته ، ومَنْ أحبّ أن يفارقنا من مكاننا هذا
أعطيناه من الكراء على قدر ما قطع من الأرض» ، قال : فمَنْ فارقه منهم حوسب فأوفى
حقّه ، ومَنْ مضى منهم معه أعطاه كراءه وكساه. (تاريخ الطبري ٤ / ٢٩٠) أقول : يبعد
جدّاً أن يتصرّف الحسين عليهالسلام
مثل هذا التصرّف.
[٣] حملة هذه
الأسياف والأتراس هم بنو هاشم ، وممّن بايعه على النصرة من أصحابه لحمايته في
الطريق.
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 169