اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 170
وروى البسوي كتاب ابن عباس إلى يزيد بعد
قتل الحسين وواقعة الحرّة جاء فيه : ... فما أنس من الأشياء فلست بناسٍ اطِّرادَك
حسيناً رحمهالله
من حرم رسول الله صلىاللهعليهوآله
إلى حرم الله تعالى [١]
، وتسييرَك إليه الرجال لتقتله في الحرم ، فما زلتَ بذلك وعلى ذلك حتّى أشخصته إلى
العراق ، فخرج خائفاً يترقّب ، فتزلزلتْ به خيلُك عداوةً لله ولرسوله ولأهل بيته عليهمالسلام الذين أذهب الله
عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً [٢].
وفي رواية اليعقوبي : فما زلتَ بذلك كذلك
حتّى أخرجته من مكّة إلى أرض الكوفة ، تزأر به خيلك وجنودك زئير الأسد ؛ عداوةً
منك لله ولرسوله ولأهل بيته عليهمالسلام
، ثمّ كتبت إلى ابن مرجانة أن يستقبله بالخيل والأسنَّةِ والسيوف [٣].
قتل مسلم وهانئ :
لمّا بلغ يزيد حركة مسلم بن عقيل في
الكوفة وضعف واليها النعمان بن بشير في مواجهة حركة الثورة فيها ، عزله عنها
وضمّها إلى عبيد الله بن زياد والي البصرة ، وكلّفه بالبحث عن مسلم ومَنْ معه
وسجنهم أو قتلهم.
وجاء ابن زياد إلى الكوفة وهو وارث خبرة
أبيه وقسوته ودرايته ، واجتمع بالعرفاء والمناكب [٤] والشُّرْطة [٥] ، وشدَّدَ عليهم وهدَّدَهم ، ودَسَّ
الرجال ليتعرَّفوا له خبر مسلم ،
[١] يفيد هذا النص
أنّ الحسين عليهالسلام
لو كان قد بقي في المدينة لأخذته جلاوزة السلطة الاُمويّة هناك ، ويؤكّد ذلك ما
رواه الطبري أنّ يزيد كتب إلى والى المدينة الوليد بن عتبة رسالة خاصة يقول له
فيها : أمّا بعد ، فخذ حسيناً ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن الزبير بالبيعة
أخذاً شديداً ، ليست فيه رخصة حتّى يبايعوا والسلام.
[٤] جاء في لسان
العرب لابن منظور مادة (نكب) : منكب القوم : رأس العرفاء على كذا وكذا ، عريفاً
منكب ، ويُقال له : النكابة في قومه. والنكابة : كالعرافة والنقابة.
[٥] الشُّرْطة ، والشُّرَطة
: سمّوا بذلك لأنّهم أُعدوا لذلك وأعدوا أنفسهم بعلامات ، وهم أوّل كتيبة تشهد
الحرب وتتهيَّأ للموت ، ومنه شرطة الخميس : أي مقدّمة الجيش. لسان العرب.
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 170