responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي    الجزء : 1  صفحة : 150

أوَ لَست المدّعي زياد بن سُميّة المولود على فراش عبيد بن ثقيف ، فزعمت أنّه ابن أبيك ، وقد قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الولد للفراش وللعاهر الحجر. فتركت سنّة الرسول تعمّداً وتبعت هواك بغير هدى من الله ، ثمّ سلّطته على أهل الإسلام يقتلهم ويقطع أيديهم وأرجلهم ، ويسمل أعينهم ، ويصلبهم على جذوع النخل ، كأنّك لست من هذه الأمّة وليسوا منك؟!

أوَ لَست صاحب الحضرميين الذين كتب فيهم أنّهم على دين علي عليه‌السلام ، فكتبت إليه : أن اقتل كلّ مَنْ كان على دين علي ، فقتلهم ومثَّل بهم بأمرك ، ودين علي هو دين ابن عمّه صلى‌الله‌عليه‌وآله الذي كان يضرب عليه أباك ، وضربك عليه ، وبه جلست مجلسك الذي أنت فيه؟!

وقلت فيما قلت : انظر لنفسك ودينك ولأمّة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، واتّق شقّ عصا هذه الأمّة ، وأن تردهم إلى فتنة ، وإنّي لا أعلم فتنة على هذه الأمّة أعظم من ولايتك عليها ، ولا أعظم نظراً لنفسي ولديني ولأمّة محمد أفضل من أن أجاهدك ؛ فإن فعلت فإنّه قربة إلى الله تعالى ، وإن تركته فإنّي استغفر الله لديني ، وأسأله توفيقه لإرشاد أمري.

وقلت فيما قلت : إنّي إن أنكرتك تنكرني ، وإن أكدك تكدني ، فكدني ما بدا لك ؛ فإنّي أرجو أن لا يضرّني كيدك ، وأن لا يكون على أحد أضرّ منه على نفسك ؛ لأنّك قد ركبت جهلك ، وتحرّصت على نقض عهدك.

ولعمري ما وفيت بشرط ، ولقد نقضت عهدك بقتلك هؤلاء النفر الذين قتلتهم بعد الصلح والأيمان ، والعهود والمواثيق ، فقتلتهم من غير أن يكونوا قاتلوك ونقضوا عهدك ، ولم تفعل ذلك بهم إلاّ لذكرهم فضلنا وتعظيمهم حقّنا.

فقتلتهم مخافة أمر لعلك لو لم تقتلهم متّ قبل أن يفعلوا ، أو ماتوا قبل أن يُدركوا.

فابشر يا معاوية بالقصاص ، وأيقن بالحساب.

وليس الله بناس لأخذك بالظنّة ، وقتلك أولياءه على التهم ، ونفيك إيّاهم من دورهم إلى دار الغربة ، وأخذك الناس ببيعة ابنك غلام حدث ، يشرب الشراب ، ويلعب بالقرود»[١].


[١] رجال الكشي ـ ترجمة عمرو بن الحمق ، طبقات ابن سعد ـ ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام ، أنساب الأشراف

اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي    الجزء : 1  صفحة : 150
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست