اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 146
خطّة الحسين عليهالسلام
في التغيير :
ليس من شك أنّ خروج الحسين عليهالسلام وثورته وقيامه لا
يشبه خروج طلحة والزبير ؛ لأنّه لم يرتبط بعهد بيعة ثمّ نقضه ، ولا تشبه خروج
وثورة الخوارج ؛ لأنّه لا يكفّر المسلمين ، ولا يبادئ أهل القبلة بقتال كما كان
يصنعون ، وإنّما الذي تبنّاه من نشاطات وأهداف هو الاُمور التالية :
١ ـ العمل السرّي بين الأمّة لنشر
الأحاديث الصحيحة التي عمل النظام الأموي على طمسها وإماتتها في المجتمع ، وكان
آخر نشاط في هذا الصدد هو المؤتمر السرّي الذي عقده في موسم الحجّ قبل موت معاوية
بسنة ، وسيأتي الحديث عنه.
٢ ـ كسر الطوق الاجتماعي والسياسي
المفروض على الأحاديث النبويّة الصحيحة بالمبادرة إلى التحديث بها علناً من قبل
الحسين عليهالسلام
بعد موت معاوية ؛ لإسماع مَنْ لم يسمعها ، وتذكير مَنْ كان قد سمعها ثمّ تناساها
صاحبها خشية أن تناله أعظم العقوبة بسببها. وهذا الهدف يناسبه أن يمارسه الحسين عليهالسلام في بقعة يتواجد
فيها المسلمون من كلّ الأطراف ، وليس مثل مكة بلد في هذه الصفة ؛ إذ هي قبلة
المسلمين جميعاً ، ومهوى أفئدتهم في موسم العمرة والحج.
٣ ـ إفهام المسلمين جميعاً أنّ السلطة
الأموية مصمّمة على قتله ؛ لأنّه مصمّم على عدم الاستجابة لسياستها في كتمان الحقّ
بل مصمّم على توعية الأمّة بأحاديث جدّه صلىاللهعليهوآله
فيه وفي أبيه عليهالسلام
، وفي بني أميّة وفي أحكام الإسلام التي غيّروها ، ثمّ يعرض عليهم أن يحموه وتُحمى
عملية التبليغ عن جدّه. وليس من شك أنّ أفضل مكان يستطيع الحسين عليهالسلام فيه أن يلتقي
بأخيار المسلمين من كلّ الأقطار هو مكّة ، وبخاصة في موسم العمرة والحج.
٤ ـ أن تتوفّر له حماية أولية تسمح له
أن يمارس في ظلّها حركته التبليغية المعلنة في مرحلتها الأولى ريثما يحصل على
أنصار في بلد يتبنّى نصرته وحمايته. وقد تمثّلت هذه
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 146