responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي    الجزء : 1  صفحة : 112

له : «إنّي محدّثك باُمور فاحفظها». ثمّ اشتركا في الحديث سرّاً ، فقال له جويرية : يا أمير المؤمنين ، إنّي رجل نسيّ. فقال له : «إنّي أُعيد عليك الحديث لتحفظه». ثمّ قال له في آخر ما حدّثه إيّاه : «يا جويرية ، أحبب حبيبنا ما أحبّنا ، فإذا أبغضنا فابغضه ، وابغض بغيضنا ما أبغضنا ، فإذا أحبّنا فأحبه». قال حبّة : دخل جويرية على علي عليه‌السلام يوماً وهو مضطجع ، وعنده قوم من أصحابه ، فناداه جويرية : أيها النائم استيقظ ، فلتضربنَّ على رأسك ضربة تُخضّب منها لحيتك.

قال : فتبسّم أمير المؤمنين عليه‌السلام ، قال : «واُحدّثك يا جويرية بأمرك ، أما والذي نفسي بيده لتعتلنَّ [١] إلى العتلّ الزنيم ، فليقطعنَّ يدك ورجلك ، وليصلبنَّك تحت جذع كافر».

قال : فوالله ما مضت الأيام على ذلك حتّى أخذ زياد جويرية ، فقطع يده ورجله ، وصلبه إلى جانب جذع بن مكعبر [٢] ، وكان جذعاً طويلاً ، فصلبه على جذع قصير إلى جانبه [٣].

نجاح تخطيط معاوية في الكوفة :

نجح تخطيط معاوية في الكوفة من خلال ابن زياد ، وكُبِتَ الحقّ وأهله فيها ، وتحقّق ما


[١] يُقال : عتله عتلاً ، إذا أخذه بمجامعه وجرّه جرّاً عنيفاً.

[٢] قال ابن أبي الحديد (في شرح نهج البلاغة ٥ / ٣١) : وحكى أبو عبيدة ، قال : بينا نحن على أشراف الكوفة وقوف إذ جاء أسماء بن خارجة الفزاري فوقف ، وأقبل ابن مكعبر الضبّي فوقف متنحيّاً عنه ، فأخذ أسماء خاتماً كان في يده ، فصه فيروزج أزرق ، فدفعه إلى غلامه ، وأشار إليه أن يدفعه إلى ابن مكعبر ، فأخذ ابن مكعبر شسع نعله ، فربطه بالخاتم وأعاده إلى أسماء ، فتمازحا ولم يفهم أحد من الناس ما أرادا ، أراد أسماء بن خارجة قول الشاعر :

لقد زرقت عيناك يابن مكعبرٍ

كذا كلّ ضبيٍّ من اللؤم أزرقُ

[٣] ‌ شرح نهج البلاغة ابن أبي الحديد ٢ / ٢٩٠.

اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي    الجزء : 1  صفحة : 112
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست