اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 102
الرحمن الرحيم. لعبد
الله معاوية أمير المؤمنين من زياد بن أبي سفيان. أمّا بعد ، فإنّ الله قد أحسن
عند أمير المؤمنين البلاء ، فكاد له عدوه ، وكفاه مؤنة مَنْ بغى عليه. إنّ طواغيت
من هذه الترابية السبئية [١]
رأسهم حجر بن عدي خالفوا أمير المؤمنين ، وفارقوا جماعة المسلمين ، ونصبوا لنا
الحرب ، فأظهرنا الله عليهم وأمكننا منهم ، وقد دعوت خيار أهل المصر وأشرافهم ، وذوي
السن والدين منهم فشهدوا عليهم بما رأوا وعملوا ، وقد بعثت بهم إلى أمير المؤمنين
، وكتبت شهادة صلحاء أهل المصر وخيارهم في أسفل كتابي هذا.
فلمّا قرأ الكتاب وشهادة الشهود عليهم
قال : ماذا ترون في هؤلاء النفر الذين شهد عليهم قومهم بما تستمعون؟ فقال له يزيد
بن أسد البجلي : أرى أن تفرّقهم في قرى الشام فيكفيكهم طواغيتها.
ودفع وائل بن حجر كتاب شريح بن هانئ إلى
معاوية فقرأه ، فإذا فيه : بسم الله الرحمن الرحيم ، لعبد الله معاوية أمير
المؤمنين من شريح بن هانئ. أمّا بعد ، فإنّه بلغني أنّ زياداً كتب إليك بشهادتي
على حجر بن عدي ، وأن شهادتي على حجر أنّه ممّن يقيم الصلاة ، ويؤتي الزكاة ، ويديم
الحج والعمرة ، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، حرام الدم والمال ، فإن شئت
فاقتله وإن شئت فدعه.
فقرأ كتابه على وائل بن حجر وكثير فقال
: ما أرى هذا إلاّ قد أخرج نفسه من شهادتكم ، فحبس القوم بمرج عذراء ، وكتب معاوية
إلى زياد : أمّا بعد ، فقد فهمت ما اقتصصت به من أمر حجر وأصحابه ، وشهادة مَنْ
قبلك عليهم ، فنظرتُ في ذلك ؛ فأحياناً أرى قتلهم أفضل من تركهم ، وأحياناً أرى
العفو عنهم أفضل من قتلهم. والسلام [٢].
فكتب إليه زياد مع يزيد بن حجية بن
ربيعة التيمي : أمّا بعد ، فقد قرأت كتابك ،
[١] الترابية : نسبة
إلى أبي تراب ، وهو لقب علي الذي أشاعه الاُمويّون. والسبائية هنا تشير إلى
القبائل اليمانية.
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 102