فيجتثَّ ما قد بناه الرسولُ
ويُرغمَ أصحابَهُ بالخضوعِ
فلما تراءى لدى المسلمين
وبانت جرائمُهم للجميعِ
وإنّ يزيداً تولّى الزِمامَ
يُحيط به كلّ وغدٍ ضليعِ
نهضتَ على قِلَّةِ الناصرين
لتنقِذَ ديناً هوى للهجوعِ
وقدَّمت لله أبهى الوجوهِ
من الغرر الزهر غيرَ جزوعِ
من الصَّحب لا مثلهم في الصحاب
عهدنا لموسى ولا في اليسوعِ
ولا عرفَ الدهرُ من عصبةٍ
تسارع للموت سيرَ الولوعِ
وأبناك كلّ عَلٍ أشوسٍ
أطل عليهم كزهرٍ طليعِ
فقدَّمتَهم كرماً للإله
ولم تُبقِ حتّى دماء الرضيعِ
تراموا حواليك شُمَّ الاُنوفِ
من كل أزهرَ شهمٍ صريعِ
فشيَّدتَ صرحك ترقى به
إلى العرش في خير سدٍّ منيعِ
فيا مَنْ أُصيبت به اُمّةٌ
بما لم تُصبه بأمرٍ فجيعِ
فقد قطَّعوا فيك قلبَ النبيِّ
وداسوا لفاطمَ خيرَ الضلوعِ
وأنت تصارعُ حرَّ الظّما
وسيفاً علاك لوغد وضيعِ
سألتُ الملاكَ ملاكَ السماءِ
من الوافدين لمهد الرضيعِ
فهلاّ عرفت الحسين الذبيحَ
على الأرض ظلَّ برأس قطيعِ