اسم الکتاب : الإمام الرضا عليه السلام سيرة وتاريخ المؤلف : الذهبي، عباس الجزء : 1 صفحة : 76
الواضحة حولها ، مستبعداً
الحقائق المبتورة والمشوهة عنها ، والأهم من كل ذلك إبقاؤها حية وساخنة في نفوس
الناس وفتح بصائرهم على الأسرار الكامنة وراءها.
المبحث الثالث : قاعدة الإمامة في عصر الإمام
الرضا عليهالسلام
توفرت للامام الرضا عليهالسلام قاعدة جماهيرية واسعة لم تتوفر لإمام
من أئمة أهل البيت عليهمالسلام
قبله ، فقد « رضي به المخالفون من أعدائه كما رضي به الموافقون من أوليائه ، ولم
يكن ذلك لأحد من آبائه عليهمالسلام
، فلذلك سمي من بينهم الرضا عليهالسلام
»[١].
وسوف نقف على بعض معالم هذه القاعدة من
خلال ثلاثة أصناف :
أولاً : العلماء
تتبدى لنا عظمة الإمام الرضا عليهالسلام واستحقاقه للإمامة من كلمات التقدير
والثناء التي أطراه بها كبار علماء الشيعة من محدثين ومفسرين وكتاب ومتكلمين ،
وبعضهم تلاميذه المشهورون كأبي الصلت الهروي وإبراهيم بن عباس الصولي وأحمد بن
محمّد ابن أبي نصر البزنطي والحسن ابن محبوب ، بعد أن وجدوه بحرا لايدرك غوره ،
وجبلاً شامخا لاتهزه عواصف الأحداث وأراجيف المبطلين ، ويقف العالم الجليل أبي
الصلت عبد السلام بن صالح الهروي في طليعة محدثي الشيعة الذين رافقوا الإمام الرضا
عليهالسلام وغرفوا من
نمير علمه ، قال : ما رأيت أعلم من عليّ بن موسى الرضا عليهماالسلام ، ولا رآه عالم إلاّ شهد له بمثل
شهادتي ، ولقد جمع المأمون في
[١] من حديث للامام
الجواد عليهالسلام رواه
البزنطي عنه. انظر : عيون أخبار الرضا عليهالسلام
: ٢٢ ، ح ١ ، باب (١).
اسم الکتاب : الإمام الرضا عليه السلام سيرة وتاريخ المؤلف : الذهبي، عباس الجزء : 1 صفحة : 76