اسم الکتاب : الإمام الرضا عليه السلام سيرة وتاريخ المؤلف : الذهبي، عباس الجزء : 1 صفحة : 54
أبي الحسن موسى عليهالسلام قال : « ابني عليّ أكبر ولدي ، وآثرهم
عندي ، وأحبهم إليّ ، وهو ينظر في الجفر ولم ينظر فيه إلاّ نبيّ أو وصيّ نبيّ »[١].
فهنا لم يصرح الإمام الكاظم عليهالسلام علنا بإمامة ولده الرضا عليهالسلام ولكن ذكر «الجفر» وكون النظر فيه من
اختصاص النبي أو الوصي ، فهذه الجملة تعطي إيماءة مهمة على إمامته ، وخاصة بعد
سبقها بذكر علامات أخرى ، ككونه أكبر ولده وأحبهم اليه ، وآثرهم عنده ، وهي من
صفات الإمام الذي يخلف أباه في الإمامة كما جاءت بهذا أحاديث صريحة كثيرة لا حصر
لها.
ثانيا : أسلوب التصريح الشفوي
وهنا نجد الإمام الكاظم عليهالسلام يصرح بصورة لالبس فيها بإمامة ولده ، ويحدد
القول الفصل حول إمامته بوضوح لا يخفى ، وهذا الأسلوب تتوضح خطوطه من خلال روايات
عديدة ، وبعد دراستنا لها ، نلاحظ :
اذ نلاحظ أن الإمام الكاظم عليهالسلام يغتنم كل مناسبة لكشف النقاب عن إمامة
ولده الرضا عليهالسلام ، ويبدو أنه
كان يركز على ثقات أصحابه وشيعته ، من أجل تمهيد الطريق أمام إمامة ولده ، حاملاً
على كتفه عب ء إيصال هذه الأمانة الإلهية الخطيرة ، ومدركا في الوقت نفسه بأن هناك
من تسوّل له نفسه الخروج عن وصيته بإمامة ابنه ، ففي اسناد ينتهي إلى غنام بن
القاسم