اسم الکتاب : الإمام الرضا عليه السلام سيرة وتاريخ المؤلف : الذهبي، عباس الجزء : 1 صفحة : 152
لا أهل للتقدير
والاحترام.
هذه الحقيقة الجوهرية التي أثارها
الإمام عليهالسلام والمتمثّلة
بتسبّب الفكر المنحرف في دمار المجتمع والمدنية لم يلتفت إليها علماء الاجتماع
وخاصة الغربيين منهم ، فهؤلاء ينظرون لعوامل انحطاط وتدمير المجتمعات وسقوط
الحضارات وفق نظرة مادية تستبعد كليا العوامل الغيبية كنزول النقمة الإلهية.
أما النظرية الإسلامية في علم الاجتماع
فتأخذ بنظر الاعتبار عامل الغيب ، وتعده من أبرز العوامل المؤثرة في تدمير
المجتمعات وسقوط الحضارات ، وإمامنا هنا أرشد إلى هذا العامل الفاعل بصورة لالبس
فيها.
وهناك عدة ارشادات راقية للإمام الرضا عليهالسلام وهي صالحة للانطباق على أكثر من دائرة
واحدة من دوائر العلاقة السالفة الذكر ، ويمكننا الإشارة إليها من خلال الفقرات
الآتية :
أ ـ التمجيد
بالعقل
: ما من دين ذهب أبعد من الإسلام في التمجيد بالعقل وتثمين دوره في الاعتقاد ، وكان
إمامنا الرضا عليهالسلام
ينسج على منوال الإسلام في تأكيد قيمة العقل وإبراز مكانته ، فقد اعتبر العقل حجّة
على الخلق ، يتّضح لنا ذلك من الحوار الذي دار بين الإمام الرضا عليهالسلام وبين ابن السكّيت الذي أثنى على الإمام
عليهالسلام قائلاً : «واللّه
ما رأيت مثلك» .. ثمّ سأله : فما الحجّة على الخلق اليوم؟
فقال : « العقل ، يعرف به الصادق على اللّه فيصدقه ، والكاذب
على اللّه فيكذبه ». فقال ابن السكيت
: هذا واللّه هو الجواب[١].