responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الرضا عليه السلام سيرة وتاريخ المؤلف : الذهبي، عباس    الجزء : 1  صفحة : 151

الأقربين ؛ لأن العدوى الفكرية أخطر من العدوى الجرثومية ، فهي تورد الإنسان موارد الهلكة والنقمة في الدنيا والعذاب الدائم في الآخرة :

عن الجعفري ، قال : سمعت أبا الحسن عليه‌السلام يقول لأبي : « ما لي رأيتك عند عبد الرَّحمن بن يعقوب »؟ فقال : إنّه خالي ، فقال : « إنّه يقول في اللّه قولاً عظيما ، يصف اللّه ولا يوصف ، فإمّا جلست معه وتركتنا ، وإمّا جلست معنا وتركته؟ » فقلت : هو يقول ما يشاء ، أيُّ شيءٍ عليَّ منه إذا لم أقل ما يقول؟ فقال أبو الحسن عليه‌السلام : « أما تخاف أن تنزل به نقمة فتصيبكم جميعا؟ أما علمت بالّذي كان من أصحاب موسى عليه‌السلام وكان أبوه من أصحاب فرعون ، فلمّا لحقت خيل فرعون موسى تخلَّف عنه ليعظ أباه فيلحقه بموسى فمضى أبوه وهو يراغمه [١]حتى بلغا طرفا من البحر ، فغرقا جميعا ، فأتى موسى عليه‌السلام الخبر ، فقال : هو في رحمة اللّه ، ولكنَّ النقمة إذا نزلت لم يكن لها عمّن قارب الذنب دفاع »[٢].

الرواية المتقدمة ذات قيمة اجتماعية كبرى ، ففيها دعوة إلى الانسلاخ الاجتماعي من الموبوئين فكريا والحجر عليهم والابتعاد عنهم.

صحيح أن الأفراد المحصنين عقائديا والواعين فكريا لايتأثرون بأمثال هؤلاء ، ولكن الخشية كل الخشية تتأتى من النقمة الإلهية التي إذا نزلت فإنها تعم الكافر والمؤمن على حد سواء في دار الدنيا ، وإن كان المؤمن تشمله رحمة اللّه في الآخرة. هذا فضلاً عما في مجالسة أهل المعاصي من إضفاء صورة عليهم لا يستحقونها ؛ لأنهم أهل للتحقير والاستصغار


[١] المراغمة : الهجران والتباعد والمغاضبة ، أي يبالغ في ذكر ما يبطل مذهبه.

[٢] اُصول الكافي ٢ : ٣٧٤ / ٢ ، أمالي الشيخ المفيد : ١١٢ / ٣.

اسم الکتاب : الإمام الرضا عليه السلام سيرة وتاريخ المؤلف : الذهبي، عباس    الجزء : 1  صفحة : 151
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست