responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الرضا عليه السلام سيرة وتاريخ المؤلف : الذهبي، عباس    الجزء : 1  صفحة : 143

دعوة علانية ». وفي رواية اُخرى : « دعوة تخفيها أفضل عند اللّه من سبعين دعوة تظهرها »[١].

ويلفت نظرنا عليه‌السلام إلى نقطة مهمة ، وهي عدم القنوط واليأس عند تأخر إجابة الدعاء ، فالقنوط أواليأس نوع من إساءة الظن باللّه تعالى ، ولأن اللّه تعالى حكيم ورحيم وأعرف بمصالح عبده ، فقد يستجيب الدعاء ولكن يؤخره للوقت أو الظرف المناسب للعبد ، وعليه يُسدي الإمام عليه‌السلام نصيحته لشيعته بتجنب الوقوع في شرك الشيطان ، الذي يحاول أن يقنط الإنسان من رحمة ربّه :

عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال : قلت لأبي الحسن عليه‌السلام : جعلت فداك إنّي قد سألت اللّه حاجة منذ كذا وكذا سنة وقد دخل قلبي من إبطائها شيء ، فقال : « يا أحمد ، إيّاك والشيطان أن يكون له عليك سبيلاً حتى يقنّطك ، إنَّ أبا جعفر صلوات اللّه عليه كان يقول : إنَّ المؤمنَ يسألُ اللّه عزَّوجلَّ حاجةً فيُوخّرُ عنه تعجيل إجابته حبّا لصوته واستماع نحيبه ».

ثمَّ قال : « واللّه ما أَخَّر اللّه عزَّوجلَّ عن المؤمنين ما يطلبون من هذه الدُّنيا خيرٌ لهم ممّا عجَّل لهم فيها ، وأَيُّ شيءٍ الدُّنيا؟ إنَّ أبا جعفر عليه‌السلام كان يقولُ : ينبغي للمؤمن أن يكونَ دُعاؤُهُ في الرَّخاء نحوا من دُعائهِ في الشدَّةِ ، ليس إذا اُعطي فَتَر ، فلا تملّ الدّعاءَ فانّهُ من اللّه عزَّوجلَّ بمكانٍ ، وعليك بالصَّبر وطلب الحلال وصلة الرّحم ، وإيّاك ومكاشفة الناس ، فإنّا أهل البيتِ نصلُ من قطعنا ونُحسنُ إلى من أساء إلينا ، فنرى واللّه في ذلك العاقبة


[١] اُصول الكافي ٢ : ٤٧٦ / ١ باب : اخفاء الدعاء ، كتاب الدُّعاء.

اسم الکتاب : الإمام الرضا عليه السلام سيرة وتاريخ المؤلف : الذهبي، عباس    الجزء : 1  صفحة : 143
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست