اسم الکتاب : الإمام الرضا عليه السلام سيرة وتاريخ المؤلف : الذهبي، عباس الجزء : 1 صفحة : 131
في طهارة نفسه وبدنه
يمكننا الإشارة إليها بالفقرات التالية :
١ـ إلتزام الصمت
لا يخفى بأن أكثر مشاكلنا تتأتى من
اطلاقنا العنان لألسنتنا بدون ضابط ، وأن الكثير منا يرغب في الكلام أكثر من
الاستماع ، وهنا تستدعي الضرورة في أحيان كثيرة أن نتربى على الاعتصام بالصمت فى
حالات الانفعال أو المواقف الحرجة ، أو من أجل الحفاظ على الأسرار ، من هنا يشيد
إمامنا عليهالسلام بالصمت ، فهو
عنده من علامات الفقه ، وباب من أبواب الحكمة ، ويرى بأن له معطيات اجتماعية
عديدة.
عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، قال : قال
أبو الحسن الرّضا عليهالسلام
: « من علامات الفقه : الحلم والعلم والصمت ، إنَّ الصمت باب من أبواب الحكمة ، إنَّ
الصمت يكسب المحبة ، إنه دليل على كل خير »[١].
ومن المفيد التذكير أن هناك علاقة وثيقة
بين العبادة والصمت ، فالعبادة عادةً تحتاج إلى صفاء وتفرغ عن المشاكل ، واللسان
المهذار أحد الأسباب التي تكدر صفو العبادة ، وقد تسهم في إبطالها كما إذا تفوّه
الإنسان بكلمات كبيرة كالقذف والسّباب والفسوق وما إلى ذلك.
وعموما فإطلاق العنان للِّسان ، وهو
المعروف بعثراته وزلاته ، يوقع الإنسان في شرك الشيطان الذي يوحي له بالسوء
والفحشاء ، الأمر الذي ينعكس سلبا على العبادة. من هنا ينبه الإمام عليهالسلام إلى حقيقة منطقية ، هي : أن السيطرة
على النفس لا تتمّ إلاّ من خلال عقل اللِّسان عن عبارات
[١] اُصول الكافي ٢
: ١١٣ ، ح ١ باب : الصمت وحفظ اللسان ، وكشف الغمة ٣ : ٨٥ ، باب : ذكر طرف من
دلائله وأخباره.
اسم الکتاب : الإمام الرضا عليه السلام سيرة وتاريخ المؤلف : الذهبي، عباس الجزء : 1 صفحة : 131