اسم الکتاب : وقعة الطّف المؤلف : أبو مخنف الازديي الجزء : 1 صفحة : 80
إلينا ؛ ليأخذنا
بالبيعة قبل أنْ يفشوَ في النّاس الخبر».
فقال [ابن الزبير] : وما أظنّ غيره ، فما
تريد أنْ تصنع؟
قال [الحسين (عليه السّلام)] : «أجمع
فتياني السّاعة ، ثمّ امشي إليه ، فإذا بلغت الباب احتبستهم عليه ، ثمّ دخلت عليه».
قال [ابن الزبير] : فإنّي أخافه عليك
إذا دخلت.
قال [الحسين (عليه السّلام)] : «لا آتيه
إلاّ وأنا على الامتناع قادر».
فقام فجمع إليه مواليه وأهل بيته ، ثمّ
أقبل يمشي حتّى انتهى إلى باب الوليد ، وقال (ع) لأصحابه : «إنّي داخل ، فإنْ
دعوتكم أو سمعتم صوته قد علا ، فاقتحموا عليّ بأجمعكم ، وإلاّ فلا تبرحوا حتّى
أخرج إليكم» [١].
[الحسين (عليه السّلام) عند
الوليد]
فدخل عليه فسلّم بالإمرة ، ومروان جالس
عنده [وكان مروان قد جلس عن الوليد وصرمه من قبل ـ كما سبق].
فقال الحسين [عليه السّلام] ـ كأنّه لا
يظنّ ما يظنّ من موت معاوية ـ : «الصلة خير من القطيعة ، أصلح الله ذات بينكم».
فلمْ يُجيباه في هذا بشيء.
وجاء حتّى جلس ، فأقرأه الوليد الكتاب
ونعى له معاوية ودعاه إلى البيعة. فقال الحسين [عليه السّلام] : «إنّا لله وإنّا
إليه راجعون ... ، أمّا ما سألتني من البيعة ، فانّ مثلي لا يُعطي بيعته سراً ، ولا
أراك تجتزئ بها منّي سرّاً دون أنْ تُظهرها على رؤوس النّاس علانية». قال : أجل.
قال (ع) «فإذا خرجت إلى النّاس فدعوتهم إلى البيعة ، دعوتنا مع النّاس فكان أمراً
واحداً» [٢].
[١] ورواه المفيد ـ
باختصار ـ / ٢٠٠ ، والسّبط / ٢٣٦ ، والخوارزمي / ١٨٣.