responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وقعة الطّف المؤلف : أبو مخنف الازديي    الجزء : 1  صفحة : 211

من ابن سميّة [١] ، فانْ لمْ تنصروهم فأعيذكم بالله أنْ تقتلوهم ، فخلّوا بين الرجل


[١] سميّة : هي اُمه الزانية. كانت من ذوات الأعلامَ بالجأهلية ، فزنى بها ستّة من قريش فولدت زياداً فتنازعوا عليه ، فلمْ يُعرف أبوه ، فكان يُدعى بزياد بن أبيه أو زياد بن عبيد ، أو زياد بن سميّة حتّى استلحقه معاوية بأبيه أبي سفيان ، فقِيل : زياد بن أبي سفيان.

فلما ولاّه معاوية الكوفة وأخذ حجراً واستشهد عليه الشهود ورأى فيهم اسم شدّاد بن بزيعة ، فقال : ما لهذا أب يُنسب إليه؟ ألقوا هذا من الشهود. فقِيل له : أنّه أخو الحصين وهو ابن المنذر. قال : فانسبوه إلى أبيه. فكُتب ونُسب إلى أبيه. فبلغت هذه الكلمة شدّاداً ، فقال : ويلي على ابن الزانية! أو ليست اُمّه أعرف من أبيه؟ والله ، ما كان يُنسب إلاّ إلى اُمّه سميّة ٥ / ٢٧٠.

وكان يزيد بن مفرّغ الحميري مع عبّاد بن زياد ، أخي عبيد الله في حروب سجستان فأصابهم ضيق ، فهجا ابن المفرّغ عبّاداً ، فقال :

إذا أودى معاوية بن حرب

فبشر سعب قعبك بانصداع

فاشهد ان اُمّك لم تباشر

أبا سفيان واضعة القناع

ولكن كان أمراً فيه لبس

حواست جمع كن

وقال :

إلاّ أبلغ معاوية بن حرب

مغلغلة من الرجل اليمنّي

أتغضب أن يُقال أبوك عفّ

وترضى ان يُقال أبوك زانى

فاشهد أن رحمك من زياد

كرحم الفيل من ولد الأتان

وقدم رجل من آل زياد ـ يُقال له : الصغدي بن سلم بن حرب ـ على المهدي العبّاسي وهو ينظر المظالم ، فقال له : مَن أنت؟ قال : ابن عمّك. قال : أيّ ابن عميّ أنت؟ فانتسب إلى زياد. فقال له المهديّ : يابن سميّة الزانية ، متى كنت ابن عميّ؟ وأمر به فوجئ عنقه وأُخرج.

ثمّ التفت المهدي إلى مَن حضر ، فقال : مَن عنده علم من آل زياد؟ فلمْ يكن عند أحد منهم شيء ، فلحق منهم رجل يُدعى : عيسى بن موسى أو موسى بن عيسى بأبي علي سليمان ، فسأله أنْ يكتب له كلّ ما يُحدّث به في زياد وآل زياد حتّى يذهب به إلى المهدي ، فكتبه وبعث به إليه.

وكان هارون الرشيد إذ ذاك والي البصرة من قبل المهدي ، فأمر المهدي بالكتاب إلى هارون الرشيد يأمره أنْ يُخرج آل زياد من ديوان قريش والعرب. فكان فيما كتب أنّه قال :

وقد كان من رأي معاوية بن أبي سفيان في استلحاقه زياد بن عبيد ـ عبد آل علاج من ثقيف ـ وادّعائه ما أباه ـ بعد معاوية ـ عامّة المسلمين وكثير منهم في زمانه ، لعلمهم بزياد وأبي زياد واُمّه من أهل الرضا والفضل والورع والعلم.

اسم الکتاب : وقعة الطّف المؤلف : أبو مخنف الازديي    الجزء : 1  صفحة : 211
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست