اسم الکتاب : وقعة الطّف المؤلف : أبو مخنف الازديي الجزء : 1 صفحة : 210
يا أهل الكوفة ، نذار لكم من عذاب الله
نذار ، إنّ حقاً على المسلم نصيحة أخيه المسلم ، ونحن حتّى الآن أخوة وعلى دين
واحد وملّة واحدة ، ما لمْ يقع بيننا وبيكم السّيف ، وأنتم للنصحية منّا أهل ، فإذا
وقع السّيف انقطعت العصمة وكنّا اُمّة وأنتم اُمّة.
إنّ الله قد ابتلانا وإيّاكم بذرّيّة
نبيّه محمّد (صلّى الله عليه [وآله]) لينظر ما نحن وأنتم عاملون ، إنّا ندعوكم إلى
نصرهم وخذلان الطاغية عبيد الله بن زياد ؛ فإنّكم لا تدركون منهما إلاّ بسوء عمر
سلطانهما كلّه ليسملان أعينكم ، ويقطّعان أيديكم وأرجلكم ، ويمثّلان بكم ويرفعانكم
على جذوع النّخل ، ويقتّلان أماثلكم وقرّاءكم ، أمثال : حجر بن عديّ [١] وأصحابه ، وهانئ بن عروة [٢] وأشباهه.
فسبوّه وأثنوا على عبيد الله بن زياد ودعوا
له ، وقالوا : والله ، لا نبرح حتّى نقتل صاحبك ومَن معه ، أو نبعث به وبأصحابه
إلى الأمير عبيد الله سلماً.
فقال لهم : عباد الله ، إنّ ولد فاطمة (رضوان
الله عليها) أحقّ بالودّ والنّصر
[١] كان من إمداد
حرب القادسيّة من أهل اليمن سنة (١٦ هـ) ٤ / ٢٧. وكان من أوّل مَن أجاب عليّاً (عليه
السّلام) لنصرته في حرب البصرة من الكوفة ٤ / ٤٨٥. وكان هو من قبلُ من الثائرين
على عثمان ٤ / ٤٨٨. وكان على سبع مذحج والأشعريّين من أهل اليمن بالكوفة ٤ / ٥٠٠.
وكان مع علي (عليه السّلام) بصفّين يخرج للقتال ٤ / ٥٧٤. وكان ممّن شهد على صحيفة
الموادعة لتحكيم الحكمين في صفّين ٥ / ٥٤. وكان على ميمنة علي (عليه السّلام) في
وقعة النّهروان مع الخوارج ٥ / ٨٥ ، وأخرجه علي (عليه السّلام) سنة (٣٩ هـ) على
أربعة الآف رجل من الكوفة لمقابلة غارة الضحّاك بن قيس في ثلاثة الآف ، فلحقه بـ :
(تدمر) في حدود الشام فقتل منهم عشرين رجلاً ، وحال اللّيل فهرب الضحّاك ورجع حجر
٥ / ١٣٥. ولمّا دخل معاوية الكوفة عام الجماعة وولّى عليهما المغيرة بن شعبة ، وكان
المغيرة يسبّ عليّاً (عليه السّلام) كان حجر يردّ عليه ردّاً شديداً حتّى مات
المغيرة ، فولّى عليها معاوية زياد بن أبيه ، فعاد حجر إلى ما كان عليه ، فأخذه
زياد وبعث به إلى معاوية فقتله ٥ / ٢٧٠.
[٢] مضت ترجمته في
أوّل أمر مسلم بن عقيل (عليه السّلام).
اسم الکتاب : وقعة الطّف المؤلف : أبو مخنف الازديي الجزء : 1 صفحة : 210