اسم الکتاب : وقعة الطّف المؤلف : أبو مخنف الازديي الجزء : 1 صفحة : 20
نقل هذا السيّد الصدر في تأسيس الشيعة
لعلوم الإسلام ، ثمّ علّق عليه يقول ، قلت : لا يرمونه بغير التشيّع ، وهو عند أهل
العلم منهم لا ينافي الوثاقة ، وقد اعتمد عليه أئمة السنّة كأبي جرير الطبري وابن
الأثير ، خصوصاً ابن جرير قد شحن تاريخه الكبير من رواية أبي مِخْنف [١].
وقد عقد الإمام شرف الدين (رحمه الله) في
كتابه : المراجعات ، فصلاً خاصاً عدّ فيه مئة من رجال الشيعة في أسناد السنّة ، بل
حتّى صحاحهم ، وعيّن مواضعه [٢].
وخلاصة القول فيه : أنّه لا ينبغي
التأمّل في كونه شيعيّاً لا إماميّ ، كما صرّح به ابن أبي الحديد فهو كلام متين ، وإنّما
عدّه بعض العامّة شيعيّاً على ما تعوّدوا عليه بالنّسبة إلى من يميل إلى أهل البيت
(عليه السّلام) بالمودّة والمحبّة والهوى ، ولمْ يصرّح أحد من علماء الشيعة
السّابقين بتشيّعه ، وإنّما وصفه النّجاشي (رحمه الله) وهو خرّيت هذا الفن بأنّه :
كان شيخ أصحاب الأخبار بالكوفة ، لا شيخ أصحابنا ، أو حتّى شيخ أصحاب أخبارنا. ولا
عجب في تصريح ابن أبي الحديد بذلك ، وهو يروي عنه أرجازاً في وقعة الجمل في وصاية
علي (عليه السّلام) لرسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، فإنّ نقله لهذه الأراجيز
لا يشهد بأكثر من تشيّعه في الرأي والهوى لا العقيدة بالإمامة ، كما يروي ذلك كثير
من أهل السنّة.
والخلاصة : أنّ كون الرجل شيعيّاً ممّا
لا ينبغي الريب فيه ، أمّا كونه إماميّاً فلا دليل عليه.
[٤٠٠] مورداً ، كما
في فهرس الأعلام ٧ / ٤١٧ ، ط دار المعارف ، آخرها في خروج محمّد بن خالد بالكوفة
سنة (١٣٢ هـ).