اسم الکتاب : وقعة الطّف المؤلف : أبو مخنف الازديي الجزء : 1 صفحة : 19
الصادق (عليه
السّلام) (ت ١٤٨ هـ) ، بلا واسطة [١]
، وهذا ممّا يؤيده النّجاشي ـ ره ـ إذ قال ، وقِيل : إنّه روى عن أبي جعفر (عليه
السّلام) ، ولمْ يصح [٢]
، ولمْ يروِ عن الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السّلام) ، مع أنّه عاش بعد
الإمام الصادق (عليه السّلام) (ت ١٤٨ هـ) معاصراً للإمام الكاظم (عليه السّلام) عشر
سنين ؛ ولهذا لمْ يعدّه أحد من أصحابه.
وهذا ممّا قد يدلّنا على أنّّه لمْ يكن
شيعيّاً ، ومن صحابة الأئمة (عليه السّلام) بالمعنى المصطلح الشيعي الإمامي الذي
يعبّر عنه العامّة ، بـ (الرافضي) ، وإنّما كان شيعيّاً في الرأي والهوى كأكثر
الكوفيّين ، غير رافض لمذهب عامّة المسلمين آنذاك.
وقد يكون ممّا يؤيد هذا : أنّ أحداً من
العامّة لمْ يرمه بالرفض ، كما هو المعروف من مصطلحهم : أنّهم لا يقصدون بالتشيّع
سوى الميل إلى أهل البيت (عليه السّلام) ، وأمّا من علموا منه اتّباع أهل البيت (عليه
السّلام) في مذهبه ؛ فإنّهم يرمونه بالرفض لا التشيّع فحسب ، وهذا هو الفارق في
مصطلحهم بين الموردين. قال فيه الذهبي : أخباري تالف لا يُوثق به ، تركه أبو حاتم
وغيره. وقال ابن معين : ليس بثقة. وقال مرّة : ليس بشيء. وقال ابن عدي : شيعي
محترق صاحب أخبارهم [٣]
، فلمْ يرمه أحد منهم بالرفض ، بينما نراهم يرمون مَن ثبت أنّه على مذهب أهل البيت
(عليه السّلام) بالرفض.
ويصرّح ابن أبي الحديد بهذا ، فيقول : وأبو
مِخْنف من المحدّثين ، وممّن يرى صحّة الإمامة بالإختيار ، وليس من الشيعة ولا
معدوداً من رجاله [٤].
[١] انظر : ٥ / ٤٥٣
ـ ، خبر مصرع الحسين (عليه السّلام).
[٣] ميزان الاعتدال
٣ / ٤٢٠ ، ط الحلبي. والمحترق بمعنى : المتعصب ، كما جاء في الميزان بشأن الحارث
بن حصيرة ، هو من : المحترقين ، وليس المخترق كما قد يتوهم.
[٤] تأسيس الشيعة / ٢٣
٥ ، ط بغداد. وقد عدّدت موارد رواية الطبري عن أبي مِخْنف ، فكان زهاء
اسم الکتاب : وقعة الطّف المؤلف : أبو مخنف الازديي الجزء : 1 صفحة : 19