اسم الکتاب : وقعة الطّف المؤلف : أبو مخنف الازديي الجزء : 1 صفحة : 132
المختار : ما وقوفك
ها هنا ، لا أنت مع النّاس ولا أنت في رحلك؟ قال : أصبح رأيي مرتجّاً لعظم خطيئتكم.
فقال له : أظنّك والله ، قاتلاً نفسك. ثمّ [أقبل إلى] عمرو بن حريث فأخبره [خبره] [١].
[موقف المختار]
قال عبد الرحمن بن أبي عمير الثقفي [٢] كنت جالساً عند عمرو بن حريث حين بلّغه
هانئ بن أبي حيّة عن المختار هذه المقالة ، فقال لي [ابن حريث] : قم إلى عمّك
فأخبره أنّ صاحبه [يعني : مسلم بن عقيل (عليه السّلام)] لا يدرى أين هو؟ فلا
يجعلنّ على نفسه سبيلاً. فقمت لآتيه.
ووثب إليه زائدة بن قدامة بن مسعود [٣] فقال له : يأتيك على أنّه آمن؟
فقال له عمرو بن حريث : أمّا منّي فهو
آمن ، وإنْ رقّى إلى الأمير عبيد الله بن زياد شيء من أمره ، أقمت له بمحضره
الشهادة وشفعت له أحسن الشفاعة.
فقال له زائدة بن قدامه : لا يكوننّ مع
هذا إنْ شاء الله إلاّ خيراً.
قال عبد الرحمن : فخرجت ، وخرج معي
زائدة إلى المختار فأخبرناه وناشدناه بالله ، أنْ لا يجعل على نفسه سبيلاً.
[١] ٥ / ٥٦٩. قال
أبو مِخْنف ، قال : النّضر بن صالح ...
[٢] كان مع المختار
في نهضته سنة (٦٧ هـ) ٦ / ٩٨. والظاهر : أنّه هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عثمان
الثقفي ، ابن أخت معاوية اُمّ الحكم الذي استعمله معاويه على الكوفة سنة (٥٨ هـ) بعد
الضحّاك ابن قيس. وكان على شرطته زائدة بن قدامة الثقفي ٥ / ٣١٠ وقبل ذلك كان عامل
الموصل لمعاوية سنة (٥١ هـ). وهو الذي قتل عمرو بن الحمق الخزاعي ، يزعم قصاصاً
لعثمان ، وكان مريضاً ٥ / ٢٦٥.
وأساء السّيرة في أهل الكوفة
فطردوه فلحق بمعاوية خاله ، فولاّه مصراً فطردوه عنها ، فرجع إلى معاوية ٥ / ٣١٢ ،
ولو لا قرابته من يزيد لمَا نفعه ابن حريث.