أخرى ، ويخبط خبط
عشواء ، يصل إلى حد الابتذال .. إلى حد أنك تشعر : أنه مجرد رجل أمي ، لم يمارس
علماً ، ولم يطلع على شيء من المعارف ..
ولكن بعضاً نادراً من علمائنا الأبرار
رضوان الله عليهم ، قد أحسنوا به ظنونهم ، واعتبروا تلك اللمحات الراقية ، هي
المعيار لكل ما صدر عنه ، فسعوا بجدية وصدق ، إلى رفع مستوى ما تسافل من أفكاره ، وكلماته
، وتمحلوا لها ضروباً من التأويل ـ وغضوا النظر عن كل السقطات ، والهفوات ، ترفعاً
منهم ، وسمواً ، وشرفاً ، ونبلاً .. مع ثباتهم على أصولهم المتينة ، والتزامهم
بمبادئهم القويمة ..
أما جمهور علمائنا وفقهائنا ، فإنهم قد
أهملوا أمره ، حين أخذوا عليه أموراً كثيرة تنافي أصول أو ضروريات الإسلام أحياناً
، وأصول وضروريات التشيع أحياناً أخرى ..
ولكن الأمر لم يقف عند هذا الحد ، أي
عند إهمال هؤلاء ، واعتناء أولئك ، إذ قد كان ثمة أناس ممن قصر باعهم ، وقل
اطلاعهم ، قد تخيلوا أن كل كلام صدر عن ابن عربي ، يمثل خط التشيع ، ويصب في
الاتجاه الصحيح ، وهو طريق الوصول إلى الله.
وحيث إن هؤلاء ليس لديهم القدرة على
تمييز الحق من الباطل ، والصحيح من السقيم ، فقد مست الحاجة إلى توضيح الحقيقة
فيما يرتبط بدعوى تشيُّع ابن عربي ، ليكون الناس على بينة من أمرهم ، ليهلك من هلك
عن بينة ، ويحيا من حيي عن بينة ..
غير أننا قبل أن ندخل في التفاصيل نشير
إلى أن محيي الدين ابن عربي المالكي المذهب ، الصوفي الإتجاه ، قد ألف كتباً عديدة
، أشهرها كتاب «فصوص الحكم»
، الذي ألفه بدمشق ، وكتاب «الفتوحات
المكية» الذي ألفه