القرآنية ، بدعوى أن
السكينة إنما أنزلها الله على أبي بكر ، رغم أن الضمير في الآية يرجع إلى رسول
الله صلىاللهعليهوآله
، إذ إن التأييد الإلهي بالجنود إنما هو لرسوله ، في قوله تعالى : (وَأَيَّدَهُ
بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا)[١] ..
ثم إنه قد حاول تعمية الأمر في موضوع
حزن أبي بكر ، الذي دل على أن أبا بكر قد رأى الآيات التي هي واضحة الدلالة على أن
الله يرعى نبيه ، ويحفظه ، حيث نسجت العنكبوت ، ونبتت الشجرة ، وباضت الحمامة
الوحشية ، وجلست على بيضها بباب الغار.
ولكن ذلك كله لم يفد في طمأنة أبي بكر
إلى لطف ورعاية الله سبحانه ، وحفظه لنبيه!!!
وأما الكلام عن أن الحزن إنما يكون على
أمر قد فات ومضى ، وليس المراد بالحزن الخوف مما يأتي من مصائب وبلايا ـ أما هذا ـ
فلا نريد الدخول في تفاصيله ، ولا حشد الشواهد له ، تأييداً أو تفنيداً ، رغم
توقعاتنا : أنه سوف ينتهي بنا إلى نتيجة لا تصب في مصلحة أبي بكر.
بقي أن نشير إلى ما ذكره ابن عربي عن
المعية الالهية ، فإن المعية بالنسبة لموسى قد جاءت من موقع الربوبية ، لتيسر له
صلوات الله وسلامه عليه وعلى نبينا و آله سبيل الهداية .. التي كان يحتاج إليها ..
ولكن ما يحتاج إليه رسول الله صلىاللهعليهوآله ، في هذا الظرف
الصعب هو المعية التي هي من مقتضيات مقام الألوهية ، لأن ردَّ كيد أولئك العتاة
الطغاة ، إنما من موقع القادرية ، والقاهرية ، والعزة ، والجبارية ، والانتقام
الإلهي ..