بالقصد ، فيكون
حكماً مشروعاً ، أو فعله عن نسيان فيرجع عنه.
فهذا من النصح لرسول الله صلى الله عليه
[وآله] وسلم ، مثل سهوه في الصلاة ، فالواجب عليه في الرباعية أن يصليها أربعاً ، فسلم
على اثنتين. فهذه نصيحة لرسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم ، فرجع وأتم صلاته ،
وسجد سجدتي السهو. وكان ما قد روي في ذلك وأمثال هذا ..
ولهذا أمر الله عز وجل نبيه صلى الله
عليه [وآله] وسلم بمشاورة أصحابه فيما لم يوح إليه فيه ، فإذا شاورهم تعين عليهم
أن ينصحوه فيما شاورهم فيه على قدر علمهم ، وما يقتضيه نظرهم في ذلك أنه مصلحة ، فينصحونه
في ذلك ، كنزوله يوم بدر على غير ماء ، فنصحوه ، وأمروه أن يكون الماء في حيزه صلى
الله عليه [وآله] وسلم ، ففعل.
ونصحه عمر بن الخطاب رضي الله عنه في
قتل أسارى بدر حين أشار بذلك ..» [١].
٤٥ ـ وقال : «وأما ما رويناه مما أوحى
الله به إليه [٢]
: لئن لم تنته لأمحون اسمك من ديوان النبوة» ، أي أرفع عنك طريق الخبر ، وأعطيك
الأمور على التجلي ، والتجلي لا يكون إلا بما أنت عليه من الإستعداد ، الذي به يقع
الإدراك الذوقي ، فتعلم أنك ما أدركت إلا بحسب إستعدادك الخ ..» [٣].
النبي صلىاللهعليهوآله لم يستخلف
٤٦ ـ يقول : «مات رسول الله صلى الله
عليه [وآله] وسلم ، ولم ينص