٤٠ ـ وقال : «إن صاحب السجلات لا يدخل
النار ، مع أنه من أهل الكبائر ، إذ ليس معه سوى قول : لا إله إلا الله ، في طول
إسلامه مدة حياته في الدنيا» [١].
توحيد المشرك ونعيمه
٤١ ـ ويقول : «لولا النص الوارد في
المشرك ، وفي من سن الشرك لعمت الشفاعة كل من أقر بالوجود ، ولم يوحد ، فإن المشرك
له ضرب من التوحيد ، أعني توحيد المرتبة الإلهية العظمى ، فإن المشرك جعل الشريك
شفيعاً عند الله. يقولون : (هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا
عِندَ اللهِ)[٢] ، كما قالوا
: (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى
اللهِ زُلْفَى)[٣] ..
فوحد هذا المشرك الله في عظمته ، وليست
للشريك عنده هذه المرتبة ، إذ لو كانت له ما اتخذه شفيعاً. والشفيع لا يكون حاكماً
..
فلهم (أي للمشركين) رائحة من التوحيد.
وبهذه الرائحة من التوحيد ـ وإن لم يخرجوا من النار ـ لا يبعد أن يجعل الله لهم
فيها نوعاً من النعيم ، في الأسباب المقرونة بها الآلام.
وأدنى ما يكون من تنعيمهم أن يجعل
المقرور في الحرور ، ونقيضه ـ الذي هو المحرور ـ يجعل في الزمهرير ، حتى يجد كل
واحد منهما بعض لذة ، كما كانت لهم هنا بعض رائحة من التوحيد ..».
إلى أن قال :
[١] الفتوحات المكية
ج ٨ ص ١٠٨ وج ٤ ص ٤٧٠ وراجع : ج ٧ ص ٣٩٢ و ٣٩٣ تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.