اسم الکتاب : طالب العلم والسيرة الأخلاقية المؤلف : العلوي، السيد عادل الجزء : 1 صفحة : 23
الدارين ـ المتمثّلة
والمتبلورة في العبوديّة على اختلاف الأديان الحقّة بحسب كثرة موادّها وقلّتها ،
وبحسب مراتبها في الكمال ومدارج الرقيّ والتعالي.
والإسلام دين الله القويم لمّا كان من
شأنه التعرّض لجميع جهات وحقول الحياة الإنسانيّة ، بحيث لا يشذّ عنه شيء من
شؤونها وتدبيرها ، يسيراً كان أو خطيراً ، فلذلك وسع الحياة أدباً وشملها خُلقاً ،
ورسم في كلّ عمل هيئة حسنة تحاكي غايته ومقاصده.
وليس له غاية عامّة إلاّ توحيد الله
سبحانه في مرحلتي الاعتقاد والعمل جميعاً ، فإنّ الحياة عقيدة وجهاد ، أي أن يعتقد
الإنسان أنّ له إلهاً هو الذي منه بدء كلّ شيء ، وإليه يعود كلّ شيء ، له الأسماء
الحسنى والصفات العليا ، ثمّ يجري في الحياة ويعيش بأعمال تحاكي بنفسها عبوديّته
وعبوديّة كلّ شيء عنده لله الحقّ عزّوجلّ ، وبذلك يسري التوحيد في باطنه وظاهره ، في
جوارحه وجوانحه ، في سيره وسيرته ، وتظهر حقيقة العبوديّة من أقواله وأفعاله وسائر
أبعاد وجوده ظهوراً تامّاً لا حجاب عليه.
فالأدب الإلهي ـ أو الأدب النبويّ
والولويّ ـ إنّما هي هيئة التوحيد الصادق في الفعل الناطق [١].
وطالب العلم أولى الناس برعاية الأخلاق
الحسنة والآداب الإسلامية ، أي بتجلّي التوحيد الكامل في أفعاله وأحواله وأقواله.
[١]ـ اقتباس من كتاب
سيّدنا العلاّمة الطباطبائي (الميزان في تفسير القرآن ٦ : ٢٥٦ ، وللموضوع تتمّة
قيّمة يتعرّض المصنّف فيها إلى آداب الأنبياء مع الله ومع الناس ، ثمّ أدب النبيّ
الأكرم محمّد (صلى الله عليه وآله) ، فراجع فيه فوائد جمّة.
اسم الکتاب : طالب العلم والسيرة الأخلاقية المؤلف : العلوي، السيد عادل الجزء : 1 صفحة : 23