اسم الکتاب : روض الجنان في شرح إرشاد الأذهان المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 1 صفحة : 259
مرضت مرضاً شديداً واشتبه الموت ، فغُسّلتُ ودُفنتُ في أزج ، [١] ولنا عادة إذا
مات شخص فتح عنه باب الأزج بعد ليلة أو ليلتين إمّا زوجته أو امّه أو أُخته أو
ابنته ، فتنوح عنده ساعة ثمّ تطبق عليه هكذا يومين أو ثلاثة ، ففتح عليّ فعطست ،
فجاءت أُمّي بأصحابي فأخذوني من الأزج ، وذلك منذ سبع عشرة سنة. [٢]
والمراد
بالأمارات نحو : انخساف صُدغيه ، وميل أنفه ، وامتداد جلدة وجهه ، وانخلاع كفّه من
ذراعه ، واسترخاء قدميه ، وتقلّص أُنثييه إلى فوق مع تدلّي الجلدة.
قيل : ومنه
زوال النور من بياض العين وسوادها ، وذهاب النفس وزوال النبض. [٣]
ونقل في الذكرى
عن جالينوس : أنّ أسباب الاشتباه : الإغماء ، ووجع القلب ، وإفراط الرعب أو الغمّ
أو الفرح أو الأدوية المخدّرة ، فيستبرأ بنبض عروق بين الأُنثيين ، أو عِرق يلي
الحالب [٤] والذكر بعد الغمز الشديد ، أو عِرق في باطن الألية أو
تحت اللسان أو في بطن المنخر ، ومنع الدفن قبل يوم وليلة إلى ثلاثة. [٥]
واعلم أنّ
الاستحباب في هذه المواضع كفائيّ ، فلا يختصّ بالوليّ وإن كان الأمر فيه آكد ، وفي
بعض الأخبار وعبارات الأصحاب ما يدلّ على اختصاصه بذلك.
(ويكره طرح الحديد على بطنه) ذكر ذلك الشيخان [٦] وجماعة [٧] من الأصحاب.
قال الشيخ في
التهذيب : سمعناه مذاكرةً من الشيوخ رحمهمالله. [٨]
[٧] منهم : أبو
الصلاح الحلبي في الكافي في الفقه : ٢٣٦ ؛ وسلار في المراسم : ٤٧ ؛ والقاضي ابن
البرّاج في المهذّب ١ : ٥٤ ؛ وابن حمزة في الوسيلة : ٦٢ ؛ والمحقّق في شرائع
الإسلام ١ : ٢٨ ؛ والعِمة الحلّي في نهاية الإحكام ٢ : ٢١٦.