اسم الکتاب : روض الجنان في شرح إرشاد الأذهان المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 1 صفحة : 186
ذكرت العدد خاصّةً أو الوقت خاصّةً ووجدت تمييزاً في بعض أيّام الشهر ،
تحيّضت به.
ولا بُعد فيه
في الاولى من جهة إطلاقهم تخييرها في تخصيص العدد بأيّ وقت شاءت ، فإنّه يقيّد
بعدم التمييز [١] جمعاً بين الإطلاقين.
لكنّ المحقّق
الشيخ عليّ استشكل الأمر فيها ، وقال ما هذا لفظه : الحكم برجوع المضطربة إلى
التمييز لا يستمرّ ؛ لأنّ ذاكرة العدد ، الناسية للوقت لو عارض تمييزها عدد أيّام
العادة ، لم ترجع إلى التمييز بناءً على ترجيح العادة على التمييز. وكذا القول في
ذاكرة الوقت ناسية العدد.
قال : ويمكن
الاعتذار بأنّ المراد برجوعها إلى التمييز ما إذا طابق تمييزها العادة بدليل ما
ذكره من ترجيح العادة على التمييز. ؛ انتهى كلامه.
وأقول : إنّ
الإشكال في ذاكرة العدد خاصّة غير واضح ، وتحقّق المعارضة فيها بين التمييز وأيّام
العادة غير متحقّق ؛ فإنّها بسبب نسيان الوقت لا تتخصّص عادتها بأيّام معيّنة حتى
يعارضه التمييز ، بل يجوز كون أيّام التمييز هي العادة ، فترجيح التمييز فيها باقٍ
على حاله ، وإنّما ترجّح العادة على التمييز مع العلم بوقتها.
نعم ، قد
يتوهّم التعارض على تقدير اختيارها عدداً من الشهر ثمّ يظهر التمييز في غيرها ،
وهنا ينبغي عدم الإشكال في تقديم التمييز ؛ لما علمت من عدم انتظام هذه في سلك
المعتادة ، بل هي مضطربة يتأخّر اختيارها العدد على التمييز ، وإنّما يقع الإشكال
هنا فيما لو زادت أيّام التمييز على العدد المحفوظ. وكأنّه رحمهالله أراد بالتعارض هذا المعنى ، ولم أتحقّق إلى الآن
تصريحاً لأحدٍ من الأصحاب بشيء ، غير أنّ إطلاق كلامهم تقديم العمل بالتمييز
يقتضي جَعل أيّام التمييز كلّها حيضاً.
وكذا الإشكال
لو انعكس الفرض بأن نقصت أيّام التمييز عن العدد ، لكنّ العمل هنا على العدد أقوى
؛ ترجيحاً لعدد العادة على التمييز بناءً على ترجيحها.
ولا يرد مثله
في الأوّل ؛ لأنّ العادة إنّما تُقدّم على التمييز مع التعارض ، ومع زيادة أيّام
التمييز على العدد وانقطاعه على العاشر فما دون إذ هو الفرض ؛ لأنّه من شروط
التمييز لا تعارض ، بل يمكن الجمع بينهما بجَعل الجميع حيضاً ؛ فإنّ مثل هذا آتٍ
في ذاكرة الوقت