اسم الکتاب : الكافي في الفقه المؤلف : الحلبي، أبو الصلاح الجزء : 1 صفحة : 84
فمتى يفعلوا بشروطه يعلموا من ذلك ما جهلوه ويلزمهم الدخول فيما أنكروه
لوضوح الحجة بنبوة عيسى عليهالسلام
ورسول الله
صلىاللهعليهوآله
، وان يقيموا على
الأغراض [ الاعراض. ظ ] يقيموا محجوجين ويفقدوا علم ما يلزمهم معرفته من النبوات
لسوء نظرهم لأنفسهم وقبح عنادهم.
ثم يقال لهم
دلوا بأي دليل شئتم على نبوة موسى ، فاذا فعلوا قوبلوا بمثله في نبوة المسيح
عليهالسلام
ورسول الله
صلىاللهعليهوآله
لأنهم إنما يفرغون [
يفزعون. ظ ] [١] في ذلك الى دعوى التواتر بظهور المعجزات عقيب دعوى موسى
عليهالسلام
ومثل هذه الدعوى حاصل
في النصارى ومعجزات تلاميذ المسيح عليهالسلام
، بل للنصارى عليهم
أعظم المزية ، لحصول العلم باتصال مملكة الروم الى زمان دعوة المسيح
عليهالسلام
، وتعذر ذلك فيهم.
وليس لهم أن
يقولوا ضلال النصارى في المسيح ، ودعواهم له الإلهية أو النبوة مانع من سماع نقلهم
، لان النقل المتواتر لا يفتقر إلى صحة الاعتقاد بغير نزاع بين العلماء فيه
لانفصال كل منهما من صاحبه ، فاذا ثبت تواتر النصارى بالمعجزات وفهم شرط التواتر ،
وجب الحكم بصدقهم فيها وصدق من ظهر عليه لحصول الأمان من كذب المؤيد بالمعجز على
الله تعالى ، ولا يقدح في ذلك ضلال النصارى عندها [٢] لما بيناه ألا
ترى أنا نعلم تدين عالم عظيم بإلهية موسى ومن قبله ومن بعده
ممن ثبت نبوته
بالمعجزات لأجلها ولم يقدح ذلك في نبوتهم
عليهمالسلام
، ولا أثر في نقلهم ، لانفصال
أحد الأمرين من الأخر.
على أن هذا
الاعتذار غير مقتدر [٣] في تواتر المسلمين بمعجزات النبي
صلىاللهعليهوآله