ومنه يظهر حرمة ما يرغبه في المعاصي
بحيث يسلب عنه إرادة الصالحات ، بطريق أولى.
القسم
الثالث : وقد يرغبه الى الاَفعال الصالحة
والاخلاق الحميدة من غير سلب اختياره ، وعندي أنّه جائز بل حسن ، يظهر وجهه مما
ورد في حق الاُمّ المرضعة وغير ذلك.
القسم
الرابع : وقد ينجر الى سلب إرادة الانسان وجعله
تابعاً في أفعاله ـ سواء كانت مباحة أو غير مباحة ـ الى إرادة الغير صالحاً كان أو
شريراً ، فهذا أيضاً غير جائز ، فإنّه مضاد لغرض الخلقة ، فإنّ الله سبحانه خلق
الانسان للتكامل الحاصل من العبودية وإطاعة الرب في جميع شئون الحياة ، وهذا
التكامل لا يحصل إلاّ بكونه مريداً مختاراً لا مجبوراً مضطراً.
القسم
الخامس : وقد ينجر الى تغييرات جسمانية بداع
التجمل والتحسن ، وهذا لا بأس به في حدّ نفسه ، حتى إذا سبب طول قامته أو قصرها أو
هزاله أو سمنه ، فضلاً عن بياض وجهه وشباهة عينه بعين الظبي واصفرار لون شعره ونحو
ذلك.
وقد تقدم حكم بعض مانقلناه في أوّل
الكلام هنا في المسائل المتقدّمة ، والله الموفّق.