لم يثبت في القرآن والسنة المعتبرة أنّ
الانسان لا يمكن معرفته بجنس الجنين وأنّ غير الله سبحانه لا يعلم ما في الاَرحام.
نعم تخيّل جماعة من أهل العلم أنّ قوله
تعالى : (إنّ الله عنده علمُ
الساعة وينزّل الغيث ويعلم ما في الاَرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري
نفس بأيّ أرضٍ تموت إنّ الله عليمٌ خبير) ( لقمان ٣٤ )
، يدلّ على نفي علم غيره تعالى بهذه الاُمور الخمسة ، ولكنّه تخيّل واهٍ إذ لا
يستفاد الحصر منه ، واثبات شيء لشيء لا يوجب نفيه عما عداه كما اشتهر ـ نعم ثبت
أنّ علم الساعة خاصّ به تعالى ـ وأمّا أنّه لا يعلم ما في الاَرحام غيره تعالى فهو
دعوى جزافية. وكذا لا يدلّ على حصره به تعالى قوله تعالى : ( الله يعلم
ما تحمل كلّ اُنثى وما تغيض الاَرحام وما تزداد وكلُ شيءٍ عنده بمقدار) ( الرعد ٨ ).
وأمّا الروايات الواردة حول الآية
الاَُولى النافية لعلم غيره تعالى بما ذكر فيها من الاُمور الخمسة [١] فلم تصح سنداً.
فمن أخبر اليوم بأنّ الجنين ذكر أو
اُنثى لم يخالف الدين ولا داعي لتكذيبه ، بل الطب اليوم قادر على معرفة ذلك في
الجملة ، والله تعالى هو الذي علّم الاِنسان ذلك.
[١] بحار الانوار
المجلد ٧ ص ٣٠٠ ، صراط الحق ج ٣ ص ٣٨٣.