يدلّ عليه قوله عليهالسلام لما ضربه اللعين ابن ملجم ـ ملجّم بلجام جهنّم ، عليه
ما يستحقه ـ : «فزت وربّ
الكعبة»[١]. وهذا معنى
قوله : «لتمضي
مقادير الله تعالى» ، يعني أنه سبحانه قدّر وقضى في الأزل [٢] أنه عليهالسلام لا يخرج من الدنيا الا على هذه الحال باختياره ورضاه
بها.
ومن ذلك ما
رواه في الكتاب المذكور عن عبد الملك بن أعين عن أبي جعفر عليهالسلام قال : «أنزل الله تعالى النصر [٣]
على الحسين عليهالسلام حتى كان ما بين
السماء والأرض ، ثم خير النصر أو لقاء الله ، فاختار لقاء الله»[٤]. والتقريب ما تقدم.
ومن ذلك ما
رواه أيضا في الكتاب المذكور [٥] عن ضريس الكناسي عن أبي جعفر عليهالسلام في حديث قال فيه : فقال له حمران : جعلت فداك ، أرأيت
ما كان من أمر قيام علي بن أبي طالب والحسن والحسين عليهمالسلام ، وخروجهم وقيامهم بدين الله ، وما اصيبوا من قتل
الطواغيت إياهم والظفر بهم ، حتى قتلوا وغلبوا؟ فقال أبو جعفر عليهالسلام : «يا حمران ، إن الله تعالى قد كان قدر ذلك عليهم وقضاه
وأمضاه وحتمه على سبيل الاختيار ، ثم أجراه. فبتقدّم علم إليهم من رسول الله صلىاللهعليهوآله ، قام علي والحسن والحسين ، وبعلم صمت من صمت منا. ولو
أنهم يا حمران حيث نزل بهم [ما نزل] من أمر الله تعالى وإظهار الطواغيت عليهم
سألوا الله تعالى أن يدفع ذلك عنهم ، وألحّوا عليه في إزالة ملك [٦] الطواغيت
وذهاب ملكهم ، إذن لأجابهم ودفع ذلك عنهم.
ثم [٧] كان انقضاء
مدة الطواغيت وذهاب ملكهم أسرع من سلك منظوم انقطع
[١] مناقب آل أبي
طالب ٢ : ١٣٧ ، بحار الأنوار ٤١ : ٢ / ٤.