في توجيه رضا الأئمَّة عليهمالسلام
بما نزل فيهم من البلاء
قد كثر السؤال
من جملة من الأخلّاء الأعلام والأجلّاء الكرام عن الوجه في رضا الأئمَّة ـ عليهم
الصلاة والسلام ـ وإعطائهم بأيديهم لما أوقعه بهم مخالفوهم من القتل بالسيف أو
السم ، حيث إنهم عالمون بذلك لما استفاضت به الأخبار من أن الإمام عليهالسلام يعلم انقضاء أجله ، وأنه هل يموت حتف أنفه أو بالقتل أو
بالسم.
وحينئذ ،
فقبوله ذلك وعدم تحرزه من الامتناع ، يستلزم الإلقاء باليد إلى التهلكة ، مع أن
الإلقاء باليد إلى التهلكة محرم نصا ؛ قرآنا [١] وسنّة [٢]. وقد أكثر المسؤولون من الأجوبة في هذا الباب ، بل ربما
أطنبوا فيه أي إطناب ، بوجوه لا يخلو أكثرها من الإيراد ، ولا تنطبق على المقصود
والمراد. وحيث إن بعض الإخوان العظام ، والخلان الكرام سألني عن ذلك في هذه
الأيّام ، رأيت أن أكتب في المقام ما استفدته من أخبارهم ـ عليهم الصلاة والسلام ـ
فأقول وبه [٣] سبحانه الثقة لإدراك المأمول ، وبلوغ كل مسئول : يجب أن
يعلم :
أولا
: أن التحليل
والتحريم أحكام [٤] توقيفية من الشارع عزّ شأنه ، فما وافق