والمملوك و [الحر] [١] ، والنائم واليقظان ، ونحوها ، ومواضع أخرى ممّا يقطع
فيها بالصدق حقيقة مع عدمه ، كالمخبر والمتكلّم ونحوهما ، فإنّه لو اعتبر وجود
المبدأ في الصدق ؛ لما صدق على أحد بالكلّيّة فإنه لا يتصوّر معناهما ، إلّا بحصول
أجزاء المتلفّظ به [٢] ، وهي حروف تنقضي أولا فأوّلا ، ولا تجتمع في حين ،
فقبل حصولها لم يتحقّق المعنى ، وبعده قد انقضى.
ومثل مؤمن
وكافر ، فإنه لو اعتبر في صدقهما حقيقة وجود المبدأ لما صدقا على من كان منهما
نائما أو غافلا ؛ للخلوّ عن التصديق والإنكار اللذين هما مناط الإيمان والكفر. مع
أن الإجماع قائم على الصدق في الحالين ، وعورض بنفس المثالين المذكورين فإنه لو لم
يعتبر في صدقهما وجود المبدأ لصدق المؤمن على من كان كافرا الآن باعتبار حصول
الإيمان منه سابقا ، والكافر [٣] على من كان بالعكس. إلى غير ذلك من المواضع الّتي بعضها
كالأوّل ، وبعضها كالثاني.
ومن أجل ذلك
اختلف كلامهم ، وتصادمت أفهامهم ، فقيل بعدم الاشتراط مطلقا ؛ وقوفا على ما دلّ
على الصدق مع عدم اعتبار المأخذ ، وزيّنوا ذلك بأدلّة ذكروها لا تكاد تسلم من
المناقشة والإيراد ، وأجابوا عمّا عارضها بأجوبة لا تفي بالمراد ، وإلى هذا ذهب
كثير من المعتزلة [٤] ، وأكثر الامامية [٥].
وقيل :
بالاشتراط ؛ أخذا بما دلّ من تلك الأمثلة على ذلك ، وأطالوا في
[١] في النسختين :
الموجود. انظر كلام الأسترآبادي في حاشيته على مدارك الأحكام الآتي في الصفحة :
١٣٦ ـ ١٣٧.