الوطء في الصورة المذكورة ـ غفلة فاحشة عن ملاحظة الأخبار الآمرة بالاحتياط
في أمثال هذه الموارد. فإن قوله في صحيحة عبد الرحمن بن الحجاج : «إذا اصبتم مثل هذا
فلم تدروا ، فعليكم بالاحتياط»[١].
وقوله صلىاللهعليهوآله : «دع
ما يريبك إلى ما لا يريبك»[٢].
وقول أمير
المؤمنين عليهالسلام لكميل : «يا كميل ، أخوك دينك ، فاحتط لدينك بما شئت»[٤].
وقولهم عليهمالسلام : «ليس
بناكب عن الصراط من سلك طريق الاحتياط»[٥] ، [شاملة] [٦] لما نحن فيه البتة. وكيف يمكن الحكم بأنه مكلّف بأداء
ما وجب عليه على وجه التعيين والحال كذلك ، وما هو إلّا تكليف بما لا يطاق؟
على أن نظائر
المسألة المذكورة ممّا انعقد عليه الاتفاق فتوى ورواية ، كمن فاتته صلاة لا يعلمها
بعينها [٧] ، والصلاة في النجاسة في الثوبين المشتبهين [٨] ،
[١] الكافي ٤ : ٣٩١
/ ١ ، باب القوم يجتمعون على الصيد وهم محرمون ، تهذيب الأحكام ٥ : ٤٦٦ / ١٦٣١ ،
وسائل الشيعة ٢٧ : ١٥٤ ، أبواب صفات القاضي ، ب ١٢ ، ح ١.
[٢] ذكرى الشيعة :
١٣٨ ، وسائل الشيعة ٢٧ : ١٧٣ ، أبواب صفات القاضي ، ب ١٢ ، ح ٦٣.
[٣] الكافي ١ : ٦٧ /
١٠ ، باب اختلاف الحديث ، وسائل الشيعة ٢٧ : ١٥٧ ، أبواب صفات القاضي ، ب ١٢ ، ح ٩
، باختلاف فيهما.
[٥] ذكره زين الدين
الميسي في إجازته لولده ، انظر بحار الأنوار ١٠٥ : ١٢٩ ، وذكره الشيخ محمود بن
محمد الأهمالي في إجازته للسيد الأمير معين الدين ابن شاه أبي تراب ، انظر بحار
الأنوار ١٠٥ : ١٨٧ ، ولم يورداه على انه حديث.