والمضمر : وهو ما
طوي فيه ذكر المعصوم ، كأن يقول الراوي عن المعصوم : « سألته » ولم يسمّه. وهذا
القسم غير معروف عند العامّة ، وإنّما يفعله أصحابنا للتقيّة. وهو يعمّ الأنواع
الأربعة إلاّ أنّه قيل : هو مضعّف للحديث مطلقا [١] ؛ لاحتمال أن يكون المسئول عنه غير الإمام.
والحقّ : أنّ مضمرات
كلّ واحد من الأجلاّء المخصوصين بواحد من الأئمّة عليهمالسلام ـ كزرارة ، وفضيل بن يسار ، ومحمّد بن مسلم ، وعليّ بن
مهزيار وأضرابهم ـ في قوّة المصرّحات ؛ لأنّا نعلم من حالهم أنّهم لا يعتمدون في
الأحكام إلاّ على الحجّة القائم في عصرهم ، ولا يسألون غيره ، فيتعيّن المسئول
عنه.
وربما قيل : مطلق
الإضمار غير قادح ؛ لأنّ القرينة قائمة بأنّ المراد الإمام ؛ لأنّ جميع الرواة لا
يعتمدون على أحد سوى المعصوم [٢].
والوجه في الإضمار
إمّا التقيّة ، أو قطع الأحاديث بعضها من بعض ؛ فإنّ الراوي كان يصرّح باسم
المعصوم في أوّل الرواية ثمّ يقول في أثنائها : وسألته ، فلمّا حصل القطع توهّم
الإضمار.
كرواية الأقران :
وهي رواية راو يساوي المرويّ عنه في السنّ. أو اللقاء وهو الأخذ عن المشايخ ،
كرواية الشيخ عن المرتضى مع أنّهما أخذا عن المفيد.
والمدبّج : وهي
رواية راو عمّن يروي هو عنه أيضا ، كرواية الصحابة بعضهم عن بعض ، وهي أخصّ من
الاولى.
ورواية الأكابر عن
الأصاغر ، كرواية الصحابي عن التابعي.
ومنها : رواية
الآباء عن الأبناء ، كرواية العبّاس عن الفضل أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم جمع بين الصلاتين بالمزدلفة [٤].
[١] استظهر أخيرا
كون المسئول بقرينة المقام هو الإمام كما قاله أبو سعيد جمال الدين في منتقى
الجمان ١ : ٣٩ ، راجع : وصول الأخيار : ١٠٢ ، ونسبه الصدر إلى والد البهائي في
نهاية الدراية : ٢٠٦.
[٢] قاله أبو سعيد
جمال الدين في منتقى الجمان ١ : ٣٩.