فعلى ذلك فرغ
المؤلّف من تأليفه يوم الثامن من شهر جمادى الأولى سنة ١١٨٦ من الهجرة النبويّة.
ماهيّته
قال رحمهالله في مقدّمة الكتاب :
إنّ علم الاصول
ممّا لا يخفى علوّ رتبته وسموّ مرتبته ... وتوقّف المباحث الشرعيّة عليه ،
وافتقار المسائل الفرعيّة إليه ، وهو عمدة ما يحصل به الاجتهاد ، والوصول إليه
دونه خرط القتاد.
وإنّي بعد ما
سرّحت النظر في مراتع مسائله ، وأجلت الفكر في ميادين دلائله ظفرت على فوائد
جمّة خلت عنها كتب أكثر العلماء ، وعثرت على قواعد مهمّة لم يأت بها أولوا
الأيدي الأذكياء ، فجمعتها في هذا الكتاب ؛ تبصرة للأحباب وتذكرة لاولي الألباب
، لعلّ الله ينفعني به يوم الحساب ، إنّه هو الكريم الوهّاب.
ودأبي في هذا
الكتاب تحقيق ما هو الحقّ من المسائل ، وذكر ما هو الأتمّ من الدلائل ، ولا أتعرّض
لذكر ما هو تطويل بلا طائل ... وكذا لا أتعرّض لنقض جميع أدلّة الخصوم. بل لما
يستصعب على المفهوم ، واشير في كلّ أصل إلى مسألة فرعيّة تتفرّع عليه ؛ ليحصل
بذلك الوقوف على كيفيّة التفريع.
وقد رتّب الكتاب
على مباحث ذوات أبواب ، ذوات فصول. وأشار في ذيل كلّ أصل إلى مسألة أو مسائل
فرعيّة تتفرّع عليه للوقوف على كيفيّة التفريع للفقيه.
فرتّب الكتاب على
مباحث خمسة :
المبحث الأوّل في
المقدّمات ، وفيه ثلاثة أبواب ، ومجموع فصولها خمسون.
المبحث الثاني في
الأدلّة الشرعيّة : الكتاب ، والسنّة ، والإجماع ، والأدلّة العقليّة. في خمسة
أبواب ، ومجموع فصولها ثمانون.
المبحث الثالث في
مشتركات الكتاب والسنّة ، وفيه سبعة أبواب. ومجموع فصولها مائة وخمسة عشر.