فيه الظهور مع خفائه على مثله على غزارة علمه وثقوب فهمه ، فكيف ظنك بالغير؟!
نعم الجواد قد يكبو والصارم قد ينبو ، وحبك للشيء يعمي ويصم.
ولكن [١] هذه العلاوة
والتأييد وان كان يخرج الخبر عن التقييد ، الا أنه يفسده ويسقطه عن درجة الاعتبار
عند أولي الألباب والابصار ، فان الروايات الخاصية مع كثرتها الغير المحصورة صحيحة
المناطيق متفقة الدلالات على اعتبار العدالة في الامام مطلقا.
فاذا كان هذا
الخبر بهذا الطريق منافياً لها ومناقضاً ، فهو غير معمول به عند الاصحاب وغير
مقبول عندهم ، لتصادمه كثيراً من الاخبار الصحيحة المقبولة مع اتفاق كلمتهم على
وجوب كون الامام عادلا مطلقا ، امام جماعة أو جمعة ، كما هو صريح الاخبار ، وسنتلو
عليك طرفاً منها في رسالة مفردة معمولة فيه إن شاء الله.
والمستدل رام
بذلك اصلاح ما ظن فساده « وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر » [٢] مع أن هذه
الرواية العامية الواردة في طريق العامة مناقضة لما رووه بطريق جابر عن النبي صلىاللهعليهوآله أنه قال : لا تؤمن امرأة رجلا ، ولا فاجراً مؤمناً ،
الا أن يقهره سلطان ، أو يخاف سيفه أو سوطه.
فلا يمكنهم
أيضاً أن يعمموا في الامام ، بل لا بد لهم أن يعتبروا فيه العدالة مطلقا ، كما
عليه اجماع الاصحاب هنا وفي الجماعة المطلقة ، لظاهر قوله تعالى ( وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا )[٣].
[١] هذا استثناء
واستدراك من قوله « فهو كذلك » « منه ».
[٢] مصراع من أبيات
الثعالبي من قصيدة يهجو بها عجوزاً تزوجها لما رآها محلاة ثم انكشف سوآتها بعد
التزويج ، أول القصيدة :