responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرسائل الفقهيّة المؤلف : المازندراني الخاجوئي، محمد اسماعيل    الجزء : 1  صفحة : 501

فيه الظهور مع خفائه على مثله على غزارة علمه وثقوب فهمه ، فكيف ظنك بالغير؟! نعم الجواد قد يكبو والصارم قد ينبو ، وحبك للشي‌ء يعمي ويصم.

ولكن [١] هذه العلاوة والتأييد وان كان يخرج الخبر عن التقييد ، الا أنه يفسده ويسقطه عن درجة الاعتبار عند أولي الألباب والابصار ، فان الروايات الخاصية مع كثرتها الغير المحصورة صحيحة المناطيق متفقة الدلالات على اعتبار العدالة في الامام مطلقا.

فاذا كان هذا الخبر بهذا الطريق منافياً لها ومناقضاً ، فهو غير معمول به عند الاصحاب وغير مقبول عندهم ، لتصادمه كثيراً من الاخبار الصحيحة المقبولة مع اتفاق كلمتهم على وجوب كون الامام عادلا مطلقا ، امام جماعة أو جمعة ، كما هو صريح الاخبار ، وسنتلو عليك طرفاً منها في رسالة مفردة معمولة فيه إن شاء الله.

والمستدل رام بذلك اصلاح ما ظن فساده « وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر » [٢] مع أن هذه الرواية العامية الواردة في طريق العامة مناقضة لما رووه بطريق جابر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : لا تؤمن امرأة رجلا ، ولا فاجراً مؤمناً ، الا أن يقهره سلطان ، أو يخاف سيفه أو سوطه.

فلا يمكنهم أيضاً أن يعمموا في الامام ، بل لا بد لهم أن يعتبروا فيه العدالة مطلقا ، كما عليه اجماع الاصحاب هنا وفي الجماعة المطلقة ، لظاهر قوله تعالى ( وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا ) [٣].


[١] هذا استثناء واستدراك من قوله « فهو كذلك » « منه ».

[٢] مصراع من أبيات الثعالبي من قصيدة يهجو بها عجوزاً تزوجها لما رآها محلاة ثم انكشف سوآتها بعد التزويج ، أول القصيدة :

عجوز تمنت أن تكون نعية

وقد يئس الجنان واحدودب الظهر

تروح الى العطار ينقى شبابها

وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر « منه »

[٣] سورة هود : ١١٣.

اسم الکتاب : الرسائل الفقهيّة المؤلف : المازندراني الخاجوئي، محمد اسماعيل    الجزء : 1  صفحة : 501
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست