وقد ذكر الفاضل
القزويني [١] أن ما أخرج عبارة عن مئونات الاحياء ، كاجرة الجذاذ
والنجار وقيمة العوامل ، وفسر قوله صلوات الله عليه « فأخرج منه العشر من الجميع »
بأنه أخرج مما بقي من الحاصل العشر من الجميع ، أي : قبل ما صالح عليه الوالي ،
هذا كلامه رحمهالله. وحينئذ يكون الى خلاف المقصود أقرب.
وفي النسخ
المصححة من التهذيب : فاذا أخرج منها فابتدأ فأخرج منه العشر [٢] فيدل على تعلق
العشر بما يبقى من النماء والفائدة ، وقد تقدم احتمال الخروج والاخراج لظهور الربح
وابرازه ، أي : فاذا أظهر الله تعالى منها ما أبرز من الفائدة والنماء وهي الخروج
والغلة ، كما يفهم من اللغة على ما علمت. وكيف كان فلا ظهور له في اعتبار العشر من
الجميع بدون وضع المئونة ، وانما يلزم عشر غلة الأرض وفائدتها.
وبهذا الاعتبار
أجاب العلامة في المنتهى عن الاحتجاج بقوله عليهالسلام « فيما سقت السماء العشر » وبقوله عليهالسلام « ليس فيما دون خمسة أو ساق زكاة » بأن العشر انما يجب
في النماء والفائدة ، وذلك لا يتناول المئونة ، وكأنه أعرض عن هذه الرواية من بالغ
في التشبث بالوجوه الضعيفة لذلك.
وفي المعتبر أن
حجتهم لا يتناول موضع النزاع ، لان العشر مما يكون نماء وفائدة. والحاصل أنه ان
اريد وجوب عشر جميع ما ينبت من الأرض ، فذلك غير لازم. وان اريد به وجوبه في
الجملة ، فيجوز أن يكون عشر النماء والفائدة
[١] لعله هو المحقق
المدقق الفاضل الملا خليل القزوينى له حاشية على الكافي غير مطبوع.