اسم الکتاب : عاشوراء بين الصّلح الحسني والكيد السّفياني المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 39
ومن
جهة اُخرى ، فإنّ النصر العسكري للإمام الحسن عليهالسلام لا يعني بطلان
اُطروحتهم وبوار حجتهم ...
والشاهد
على ما نقول : إنّ معاوية قد
استطاع أن يخدع الناس بباطله حتّى في مقابل أمير المؤمنين عليهالسلام الذي لا يدانيه أحد
في الاُمّة في جهاده وتضحياته ، ومقامه وفضائله.
ولا يجرؤ أحد على ادّعاء شيء منها في
مقابله. فهل يعجز هو والأخطبوط الاُموي من ورائه ، والزبيريّون وأتباعهم ، والخوارج
وأصحاب الأطماع ، وكذلك الذين لا يعتقدون بإمامته عليهالسلام
، بل يوالون غيره ، هل يعجز هؤلاء كلهم عن بلبلة الأفكار وإثارة الشبهات والشكوك
حول الإمامة والإمام ، خصوصاً بعد خديعة التحكيم التي أعطته الجرأة ليتسمى بأمير
المؤمنين؟!
ثمّ بعد استشهاد الإمام علي عليهالسلام وصيرورة الأمر إلى
ولده الإمام الحسن عليهالسلام
، حيث تداعى الجيش العراقي ، وظهرت فيهم حسيكة النفاق ، وساروا في صراط الخيانة
والغدر.
والخلاصة
: أنّ انتصار الإمام الحسن عليهالسلام لا يعني أن تصبح
النتائج على صعيد وضوح الحق وإبطال كيد أهل الباطل في المستوى المطلوب ، بل سيبقى
مثيروا الشبهات وأصحاب الادّعاءات الباطلة يثيرون الشبهات بدعواهم شراكة الإمام
علي عليهالسلام
في قتل عثمان ، ولادّعاء أن معاوية قد ظلم ، وأن كل مَن معه قد ظلموا معه ، وسيقولون
للناس : إن النصر العسكري لا يعني أن المنتصر محق.
اسم الکتاب : عاشوراء بين الصّلح الحسني والكيد السّفياني المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 39