إذا
جاز كل ذلك جاز أن يقال لهؤلاء :
لقد سُبَّ أمير المؤمنين عليهالسلام
على اُلوف المنابر في جميع أقطار العالم الإسلامي من قبل وعّاظ السلاطين طيلة
عشرات السنين ، وشارك في ذلك العديد بل العشرات من الصحابة ..
فهل يجوِّز هؤلاء العودة إلى سبه ، وهل
يعتبرون ذلك شريعة مرضية لله ولرسوله؟!
كما أن بني اُميّة وكلّ أتباعهم ، ومَن
كان تحت سيطرتهم ، وكذلك بنو أيّوب ، ولمدة عشرات السنين قد اتخذوا يوم عاشوراء
عيداً ، وأوّل من فعل ذلك الحجاج برضا وبمرأى ومسمع من الخليفة عبد الملك بن مروان
، وبمرأى ومسمع من بقايا الصحابة وجميع التابعين.
ولم نجد اعتراضاً من أحدٍ منهم ، ولا من
أيٍّ من علماء الاُمّة وصلحائها ـ باستثناء أهل البيت عليهمالسلام الذين كانوا يعملون
بمبدأ التقية آنئذٍ ـ لا في تلك الفترة في عهد الاُمويّين ، ولا في زمان بني أيوب
وبعده.
[١] راجع تهذيب
الأسماء ١ / ٤٢ ، وراجع الإلمام ٦ / ١٢٣ ، والباعث الحثيث / ٣٥ ، وشرح النووي على
صحيح مسلم بهامش إرشاد الساري ١ / ٢٨ ، ونهاية السول ٣ / ٣٢٥ ، وسلم الوصول ٣ /
٣٢٦ ، وعلوم الحديث ـ لابن الصلاح / ٢٤ ، وإرشاد الفحول / ٨٢ ، ٨٠ ، والإحكام في
اُصول الأحكام ـ للآمدي ٤ / ١٨٨ ، ١٨٩.
اسم الکتاب : عاشوراء بين الصّلح الحسني والكيد السّفياني المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 126