responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عارفا بحقّكم المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 99

يشفى ، وعندما يكبر يعرف عظيم ما قدّماه له فيسعى لأداء بعض الواجب الملقى على عاتقه تجاههم.

فالله تعالى رحمةً بعباده أمرهم ببعض الاُمور ونهاهم عن اُخرى شفقةً منه عليهم كي لا يدخلوا جهنّم.

وهكذا الحال بالنسبة إلى مهمّة الرسالات والرسل ، فقد تعهدوا المهمة إمتثالاً لامرالله ورأفة بالناس ، فعلى المسلم أن يدفع أجر الرسالة كما أمره الله ـ بمحبّة أولياء الله والسير على هداهم ومعاداة أعدائه والابتعاد عن نهجهم.

وهذا الأمر الالهي «مودة القرب» لا يختلف في لزوم الإتيان به ، فهو لا يختلف عن إتيان المكلف بصلاته وصيامه وزكاته ، ومن لا يؤدّي المودّة فلا تُقبل صلاته ولا صيامه ، لأنّ مودّة ذوي القربى من الأوامر الإلهية التي يجب التعبد بها كالصلاة والصيام ، ومن لم يؤدها فقد ترك ما يبتني عليها من قبول الأعمال ، فلا يجوز الاخذ ببعض الاحكام وترك الأخرى منها.

مع التنبيه بأن العبادة الخالصة لا يطيقها ولا يؤديها حق أدائها إلاّ هذه النخبة الإلهية الصالحة المؤمنة بالله ، فهم هدف الخلقة ، والمقصود من المحكى عن الباري قوله : «كنت كنزا مخفيا فأحببت أن اعرف فخلقت الخلق لكي أعرف» لانّنا وبعباداتنا الناقصة لا يمكننا أن نكون معرفين لله تعالى وعبادا صالحين له بمعنى الكلمة ، إلاّ أن نقول بأن المقصود من هذا الخبر هو أنّ الله خلق هذه الصفوة الطاهرة من عبادة كى يكونوا عباده والادلاء عليه.

وعليه فإنّ الله عزّ وجلّ حينما أمر بمودّة ذوي القربى إنّما أراد الإرشاد إلى لزوم الأخذ عن هولاء في الأحكام والعقائد وفي غيرها كي ينجو المرءُ من عذاب الله.

فمن لم يطع الله ولم يمتثل أوامر رسوله في أوصيائه يُعتبر رادّا على الله ورسوله ، وإنّ المتخلّف عن أهل البيت يكون كمن ضيّع الطريق ، وقد شبّه

اسم الکتاب : عارفا بحقّكم المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 99
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست