responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عارفا بحقّكم المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 95

كلِّ شيء ، بيّن فيه الحلال والحرام ، والحدود والأحكام ، وجميع ما يحتاج إليه النّاس كملاً ، فقال عزَّ وجلَّ : (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ) [١] وأنزل في حجّة الوداع وهي آخر عمره صلى‌الله‌عليه‌وآله : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينا) [٢].

وأمرُ الإمامةِ من تمام الدين ، ولم يمض صلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى بيّن لاُمّته معالم دينهم وأوضح لهم سبيلهم وتركهم على قصد سبيل الحقّ ، وأقام لهم عليّا عليه‌السلام عَلما وإماما ، وما ترك لهم شيئا تحتاج إليه الأُمّة إلاّ بيّنه ، فمن زعم أنَّ الله عزَّ وجلَّ لم يكمِّل دينه فقد ردَّ كتاب الله ، ومن ردَّ كتاب الله فهو كافرٌ به.

هل يعرفون قدر الإمامة ومحلّها من الأُمّة فيجوز فيها اختيارهم؟!

إنَّ الإمامة أجلُّ قدرا ، وأعظم شأنا ، وأعلا مكانا ، وأمنع جانبا ، وأبعد غورا من أن يبلغها النّاس بعقولهم ، أو ينالوها بآرائهم ، أو يقيموا إماما باختيارهم.

إنَّ الإمامة خصَّ الله عزَّ وجلَّ بها إبراهيم الخليل عليه‌السلام بعد النبوَّة والخلّة ، مرتبة ثالثة ، وفضيلة شرّفه بها وأشاد بها ذكره ، فقال : (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاما) [٣] فقال الخليل عليه‌السلام سرورا بها : (وَمِنْ ذُرِّيَتِي) قال الله تبارك وتعالى : (لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ).

فأبطلتْ هذه الآيةُ إمامة كلّ ظالم إلى يوم القيامة وصارت في الصفوة ، ثمّ أكرمه الله تعالى بأن جعلها في ذرّيّته أهل الصفوة والطهارة فقال : (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلاًّ جَعَلْنَا صَالِحِينَ * وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ

________________

[١]ـ الأنعام : ٣٨.

[٢]ـ المائدة : ٣.

[٣]ـ البقرة : ١٢٤.

اسم الکتاب : عارفا بحقّكم المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 95
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست