responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عارفا بحقّكم المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 86

فالمودّة هي اعلى مرتبةً من المحبّة ، وهي المحبّة الراسخة في القلب والجارية على اللسان واليد [١] ، وقيل في سبب تسمية المسمار أو ما ينصب في الأرض بالوتد أو الودّ لرسوخه في عمق الحائط أو الأرض.

وهي تعطي أيضا معنى المتابعة والموالاة للآخر ، أي أنّ المودّة هي المحبّة + الاتباع ، بهذا نكون قد عرفنا بأنّ المودّة هي أسمى من المحبّة وأنّها ليست المحبّة ـ كما يقولون ـ ، وأنّ من سمات الّذي يودّ هو عدم محبّة أعداء الله ، لأنّ (مَّا جَعَلَ اللّه لِرَجُلٍ مِن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِه) [٢]ِ بل على الوادِّ الوقوف أمام كلّ من يريد المساس بحرمات الله والتقليل من شأنها ، لأنّ الدين ما هو إلاّ الحب.

(٩)

وهل الدين إلا الحب والبغض

وهذا أصل شرع ومعناه أن الدين ما هو إلاّ الولاء لأولياء الله والبراءة من أعداء الله ، وقد قلنا بأنّ البراءة من الأعداء ملحوظة عند إطلاق كلمة المودّة ، بل إنّها من مصاديق المودّة الحقّة ، قال الشاعر :

تودّ عدوّي ثمّ تزعم أننّي

أُحبّك إنّ الرأي عنك لعازِبُ [٣]

ولو تأمّلت في سورة الممتحنة ، والّتي نزلت في حاطب بن أبي بلتعة ظاهراً ، تراها تحتوي على التولّي والتبرّي «أي الحبّ والبغض» معاً فقد بدأت السورة


[١]ـ انظر : المحاسن ١ : ١٥٣ / ٧٦ ، و ٧٧ ، تأويل الآيات ٢ : ٨٦١ / ٢ ، غاية المرام ٦ : ١٤٣ / ١ و ٢ ، وبحار الأنوار ٢٧ : ٩٣ / ٧. فإنّ فيها مجموعة رواياتٍ جاءت في الإمام عليّ عليه‌السلام تؤكّد ذلك.

[٢]ـ الاحزاب : ٤.

[٣]ـ الشعر لابي العبّاس محمّد بن يزيد النحوى ، انظر الموشى للوشاء صفة المتحابين في الله عزّ وجلّ.

اسم الکتاب : عارفا بحقّكم المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 86
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست