فالمودّة هي اعلى مرتبةً من المحبّة ، وهي
المحبّة الراسخة في القلب والجارية على اللسان واليد [١] ، وقيل في سبب تسمية المسمار أو ما
ينصب في الأرض بالوتد أو الودّ لرسوخه في عمق الحائط أو الأرض.
وهي تعطي أيضا معنى المتابعة والموالاة
للآخر ، أي أنّ المودّة هي المحبّة + الاتباع ، بهذا نكون قد عرفنا بأنّ المودّة
هي أسمى من المحبّة وأنّها ليست المحبّة ـ كما يقولون ـ ، وأنّ من سمات الّذي يودّ
هو عدم محبّة أعداء الله ، لأنّ (مَّا جَعَلَ اللّه
لِرَجُلٍ مِن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِه)[٢]ِ بل على
الوادِّ الوقوف أمام كلّ من يريد المساس بحرمات الله والتقليل من شأنها ، لأنّ
الدين ما هو إلاّ الحب.
(٩)
وهل الدين إلا الحب والبغض
وهذا أصل شرع ومعناه أن الدين ما
هو إلاّ الولاء لأولياء الله والبراءة من أعداء الله ، وقد قلنا بأنّ البراءة من
الأعداء ملحوظة عند إطلاق كلمة المودّة ، بل إنّها من مصاديق المودّة الحقّة ، قال
الشاعر :