والخامسة
: في الصلاة على النبيّ صلىاللهعليهوآله وعلى الآل في
التشهّد [١].
وفي التفسير الكبير للفخر الرازيّ في
تفسير قوله تعالى : (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ
الْكَوْثَرَ)[٢] أشار إلى
أنّ الكوثر :
«أولاده عليهمالسلام
، قالوا : لأنّ هذه السورة إنّما نزلت ردّا على من عابه عليهالسلام بعدم الأولاد ، فالمعنى
أنّه يعطيه نسلاً يبقون على مرّ الزمان.
فانظر كم قُتل من أهل البيت ، ثمّ
العالَم ممتلئ منهم ، ولم يبقَ من بني أُميّة في الدنيا أحد يُعبأ به.
ثمّ انظر كم فيهم من الأكابر من العلماء
كالباقر والصادق والكاظم والرضا عليهمالسلام
والنفس الزكيّة وأمثالهم» [٣].
بهذه المعرفة يمکننا الوقوف عل
وحدة الملاك بين الإمامة والنبوة ، ومكانة أهل البيت عند الله ورسوله ، وسرّ الأمر
بمودّتهم لا محبتهم فقط.
لماذا المودّة لا المحبّة؟
هنا نكتة أُخرى يجب فتحها في معطيات آية
المودّة ودلالتها ، وهي مجيء كلمة (المودّة) فيها لا المحبّة ، وهذا يعني الشيء
الكثير ، لأنّ المودّة غالبا هي لذوي العقول خاصّة ، أمّا المحبّة فهي أعمّ منها
وتشمل غيرها أيضا ، فيمكن أن يقول شخص : أُحبّ سيّارتي وابني ، ولا يُمكنه أن يقول
: أودّ سيّارتي وبيتي ، لأنّ المودّة لا تكون إلاّ لذوي العقول.
[١]ـ نظم درر السمطين
: ٢٣٩ ، والصواعق المحرقة : ٢ : ٤٣٦ ، وينابيع المودّة ١ : ١٣٠ ـ ١٣١ ، عن جواهر
العقدين ٢ : ١٦٦ ، وفيض القدير ٢ : ١٧٤ باختصار ، وفي جميعها عن الفخر الرازيّ.