وتعالى قد فرض لي
عليكم فرضاً ، فهل أنتم مُؤدّوه؟» قال : فلم يُجِبْهُ أحدٌ منهم ، فانصرف.
فلمّـا كان من الغد قام فيهم فقال مثل
ذلك ، ثمّ قام فيهم فقال مثل ذلك في اليوم الثالث ، فلم يتكلّم أحدٌ ، فقال : «يأيّها
النّاس ، إنّه ليس من ذهبٍ ولا فضّةٍ ولا مطعمٍ ولا مشربٍ» قالوا : فألْقِهِ إذن.
قال : «إنّ الله تبارك وتعالى أنزل عليّ
: (قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ
الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)
فقالوا : أمّا هذه فنعم ...[١].
وفي الكافي بإسناده عن عبد الحميد بن
ابي الديلم ـ في حديث طويل ـ عن أبي عبد الله عليهالسلام
، قال : فلمّـا رجع رسول الله صلىاللهعليهوآله
من حجّة الوداع نزل عليه جبرئيل عليهالسلام
فقال : (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ
إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ وَإِن لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ
يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ الله لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)[٢].
فنادى النّاس فاجتمعوا ، وأمر بسَمُرات
فقمّ شوكهنّ ، ثمّ قال صلىاللهعليهوآله
: «أيّها النّاس ، من وليّكم وأولى بكم من أنفسكم؟».
قالوا : الله ورسوله.
فقال : «من كنت مولاه فعليٌّ مولاه ، اللهمّ
والِ من والاه ، وعادِ من عاداه» ـ ثلاث مرات ـ فوقعت حسيكة النفاق في قلوبهم
وقالوا : ما أنزل الله جلّ ذكره هذا على محمّدٍ قطّ ، وما يريد إلاّ أن يرفع بضبع
ابن عمّه!
[١]ـ قرب الإسناد :
٧٨ / ٢٥٤ ، ونحوه في أمالى الصدوق : ٢٦٠ ، وعنهما في بحار الأنوار ٢٢ : ٣٢٢ / ١١ ،
٢٥ : ٢٢٦ ، غاية المرام ٣ : ٢٤٠ ، تفسير نور الثقلين ٤ : ٥٧٠ ، وقريب منه في عيون
أخبار الرضا
عليهالسلام
٢ : ٢١٢ وفيه : ما وفى بها أكثرهم ... ، ورواه القندوزيّ في ينابيع المودّة ١ :
١٣٩.