responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عارفا بحقّكم المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 53

أتاه بطينة حمراء منها [١].

فإن أفهام الأمة الجاهلة بهذه الحقائق صعب جداً ، فقد کان صلوات الله عليه وآله في المحل الأرفع وأمته في أسفل السافلين.

وعليه فإنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان عارفا بما سيؤول إليه أمر أمّته من الاختلاف والإنكار للجميل ، لکنّه مع ذلك کان موفّقا في دعوته رغم قصر المدّة الّتي عاش فيها بين قومه.

فهو کان موفقا رغم المصاعب الّتي لاقاها منهم ؛ إذ هدى الله به أكثر ممّـا هدى نبيّ الله نوحٌ قومه ـ رغم طول مكث الأخير فيهم ـ

فجاء عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : لقد أقام نوح في قومه ودعاهم ألف سنة إلاّ خمسين عاماً ثمّ وصفهم الله فقلّلهم فقال : (وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ) [٢] ولقد تبعني في سِنِيَّ القليلة ما لم يتبع نوحاً في طول عمره وكبر سنّه.

إذن ، فإنّ جهاد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وصبره کان لابدّ له من جزاءٍ وأجرٍ ، وکان على الله أن يثيبه ، وقد فعل ، من خلال أمره رسوله أن يخبر أمته في لزوم أن يعطوه أجر الرسالة وذلك باتباع أهل بيته.

كما أنّ الله رفع ذكره في الأذان وتشهّد الصلاة في قوله تعال : (وَرَفَعْنا

________________

[١]ـ مسند احمد ٣ : ٢٤٢ / ١٣٥٦٣ ، مسند أبى يعلى ٦ : ١٢٩ / ٣٤٠٢ وانظر مجمع الزوائد ٩ : ١٨٧ / ٦٤٨ ومسند احمد ١ : ٨٥ وفيه : ... بل قام من عندي جبرئيل فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات ، فقال : هل لك أن أشمك من تربته؟ قلت : نعم ، فمد يده فقبض قبضة من تراب فاعطانيها فلم أملك عينيَّ أن فاضتا.

[٢]ـ هود : ٤٠.

[٣]ـ بحار الأنوار ١٦ : ٣٢٩ ، عن الإحتجاج ١ : ٥٧.

اسم الکتاب : عارفا بحقّكم المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 53
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست