responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عارفا بحقّكم المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 50

العلوم الطبيعيّة قد تخفى عليه العلوم الإنسانيّة والإلهيّة.

فما يعرفه ابن سينا والفارابيّ والخوئيّ والجوينيّ لا يعرفه أنشتاين وفرويد ونيوتن ، وما يعرفه ماركس وكارت وديكارت لا يعرفه المتنبي وأبو تمام والبحتري.

وهكذا الحال بالنسبة إلى العلوم الأُخرى ، فمعرفة العلوم الطبيعيّة تختلف عن العلوم الإنسانيّة ، وإنّ مجهولات كلّ عالمٍ من هؤلاء العلماء أكثر من معلوماته على وجه القطع واليقين ، فإنّ الله لم يُعلّمهم إلاّ القليل ، لقوله سبحانه : (وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً) [١].

وذلك لأنّ العلوم في العالم متشعّبة وكثيرة ، فقد يعلم الإنسان شيئاً وتخفى عليه أشياء اُخرى هي أكثر ممّـا يعلم.

بعكس الله «علاّم الغيوب» ، فهو العالم بكلّ شيء ، وكذا الحال بالنسبة إلى كلّ من يتّصل به من الأنبياء والرسل والأوصياء المعصومين صلوات الله تعالى عليهم ، فهؤلاء يمكنهم العلم بكلّ الأشياء فضلاً وكرامةً من عند الله لهم ، لأنّ علمهم هو من ذي علم ، وذلك كقوله سبحانه في الخضر عليه‌السلام (آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْما) [٢] ، وقوله في موسى عليه‌السلام (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْما وَعِلْما) [٣] ، وفي سورة يوسف عليه‌السلام : (وَكَذلِكَ يَجْتَبيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ) [٤] ، وقال تعالى :


[١]ـ الاسراء : ٨٥.

[٢]ـ الكهف : ٦٥.

[٣]ـ يوسف : ٢٢.

[٤]ـ يوسف : ٦.

اسم الکتاب : عارفا بحقّكم المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 50
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست