امته فهو الأصعب لأنّهم کانوا على شرّ دينٍ وفي جاهلية مطبقة ، وقد خاطبهم الإمام عليّ عليهالسلام بقوله :
«... وأنتّم معشر العرب على شرّ دين ، وفي شرّ دار ، تُنيخون بين حجارة خشن ، وحيّات صمّ ، تشربون الكدر ، وتأكلون الجشب ، وتسفكون دماءكم ، وتقطعون أرحامكم ، الأصنام فيكم منصوبة ، والآثام فيكم معصوبة» [١].
وفي خطبة أُخرى له عليهالسلام قال :
«فالأحوال مضطربة ، والأيدي مختلفة ، والكثرة متفرّقة ، في بلاء أَزْل ، وإِطباق جهل ، من بنات مَوءودة ، وأصنام معبودة ، وأرحام مقطوعة ، وغارات مشنونة»[٢].
كما أنّ السيّدة فاطمة الزهراء عليهاالسلام خاطبتهم بقولها :
«... وكنتم على شفا حفرة من النار ، فأنقذكم منها نبيّه ، تعبدون الأصنام ، وتستقسمون بالأزلام ، مُذقة الشارب ، ونُهْزة الطامع ، وقبسة العجلان ، وموطئ الأقدام ، تشربون الرَّنق [٣] ، وتقتاتون القدّ ، أذلّة خاشعين ، تخافون أن يتخطّفكم النّاس من حولكم ، فأنقذكم بنبيّه محمّد صلىاللهعليهوآله ...» [٤].
أجل ، إنّ التفصيل في هذا الموضوع يحتاج إلى مجال واسع لسنا الآن في صدد بيانه ، ولو أخذتم وضع المرأة في الجاهليّة مثالاً عل ذلك لرأيتم
[١]ـ نهج البلاغة ١ : ٦٦ / ٢٦.
[٢]ـ نهج البلاغة ٢ : ١٥٣.
[٣]ـ الرنق : الماء الكدر.
[٤]ـ دلائل الإمامة : ١١٥ وانظر المناقب لابن مردويه : ٢٠٢ / ٢٨٤ ، بلاغات النساء : ١٣ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٦ : ٢٥٠.