هناك أصلٌ ثانٍ مقبول عند العقلاء أيضاً
، وهو كون الأجر على قدر المشقّة ، وأنّ أفضل الأعمال أحمزها [١].
والأعمال إما دنيوية أو أخروية والمشقّة
قد تكون جسميّةً ، وقد تكون فكريّةً وروحيّةً ، وبما أنّ اعمال الرسل من أصعب
الأعمال ، فتكون مثوبتها عند الله من أعظم المثوبات ، لأنّ الإنسان لا يمكنه أن
يعطي أجر ما قدّمه الأنبياء لهم ـ لا جميعها ولا بعضها ـ لأنّ رسالة الأنبياء
وخصوصا رسالة النبيّ محمّد صلىاللهعليهوآله
رسالة ثقيلة [٢]
، وأن الالتزام بها يعني إبعاد النّاس عن النار وإيصالهم إلى الجنّة وصيرورتهم
اُناساً موحدّين بمعنى الكلمة ، وأنّ إخراج الناس من الضلالة والشرك وإدخالهم في
الجنّة لا يمكن أن يُثمّن بثمنٍ ، لأنّ في الجنّة ما لا عين رأت ولا اُذن سمعت ولا
خطر ببال أحد ، وهذا ما ستراه موجوداً في أجر زيارة الإمام الحسين عليهالسلام والأئمة من آل
محمّد عليهمالسلام.