اتضح لنا سابقاً بأنّ من (كَانَ
عِندَ اللّه عَظِيماً)
علينا تعظيمه وحفظ حرمته ، وهو من مصاديق (وَمَن يُعَظِّمْ
شَعَائِرَ اللّه فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ) و (وَمَن يُعَظِّمْ
حُرُمَاتِ اللّه فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ).
واستحباب زيارة قبور المعصومين وإعمارها
بشكلٍ يليق بمكانتهم من مصاديق ذلك التعظيم ، وإنّ ذلك ليس من الإسراف بشيء ـ كما
يُشيعه الآخرون عنّا ـ بل إنّه يُشبه عمارة المسجدين المكّيّ والمدنيّ بالأحجار
الفاخرة والأبواب المرصّعة.
وكذا يُشبه طباعة القرآن المجيد بأبهى
حُلّةٍ وأغلى ورقٍ ، فلا نرى فقيها مسلما يعترض على صرف تلك الأموال الطائلة في
هذا السبيل ، بل إنّهم يعتبرون ذلك من التعظيم.
وأكثر من ذلك أنّنا لا نراهم يبخلون
بصرف الأموال الطائلة لبناء الفضائيّات الدينيّة ، بل يعتقدون أنّ ذلك مما يخدم
الشرع المقدّس.
نعم ، إنّ بناء القباب والمآذن والأضرحة
والأبواب والستائر يُعَدُّ من التعظيم أيضاً ، ومشروعيّته لا تختلف عمّـا قاله
الآخرون في تحلية المصاحف وبناء البيت الحرام و ...
قال الرافعيّ في فتح العزيز : وفي تحلية
المصحف بالفضّة وجهان : للحمل على الإكرام ... إلى أن قال : وتحلية الكعبة
والمساجد بالقناديل من الذهب